توثيق تاريخ شفاهي وكنوز ثقافية زاخرة في الإمارات

«رمضان في ذاكرتهم» استعادة الأمكنة والمجتمع والحياة

بلال البدور متحدثاً خلال برنامج «رمضان في ذاكرتهم» من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يأخذ البرنامج التلفزيوني اليومي «رمضان في ذاكرتهم» على قناة «نور دبي» المشاهد في رحلة تاريخية في الإمارات عبر لقاءات مقدم ومعد البرنامج الشاعر خالد البدور مع الآباء والأجداد الذين يتحدثون عن ذاكرة الأمكنة والمجتمع والحياة في زمنهم والتحولات التي عاصروها. ويلتقي البدور في كل حلقة طيلة شهر رمضان في الساعة الواحدة ليلاً والحادية عشرة مع أحد أبرز الشخصيات، سواء في عالم الفكر أو البحر أو الحرف والمهن.

«سير حياة الأجداد والآباء والظروف التي عاشوها بحلوها ومرها بمثابة دروس في الحياة نتعلم منها الحكمة»، مقتطف من مقدمة استهل بها البدور إحدى حلقات برنامجه، والتي تلخص فكرة العمل الذي يوثق التاريخ الشفاهي للمراحل التي عاشها الأجداد والأسلاف عبر ذاكرتهم.

عالم الأدب

وفي كل حلقة يتعرف المشاهد على وجه مختلف من تاريخ المنطقة، ليأخذنا البدور وضيفه في كل يوم، إلى وجهة جديدة من عالم الأدب ونهضة الثقافة في الإمارات، إلى حياة الصيد والغوص وصناعة السفن، ومنها إلى طقوس رمضان والإعداد له، وغيرها من المعارف التي سيرويها ضيوفه في الحلقات المقبلة حتى نهاية الشهر الكريم.

وفيما يلي نبذة عن إحدى حلقات البرنامج التي استضاف البدور من خلالها الكاتب والباحث بلال البدور نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، والذي استعرض تاريخ المعرفة والثقافة والأدب في زمنه، منذ تشكل وعيه في نهاية الخمسينات، وزمن من سبقه.

ونتعرف من خلال سرده لسيرته مع الدراسة منذ التحاقه بمدرسة «الأحمدية» بعد الكتّاب، ثم المعهد الديني ودراسته اللغة العربية في جامعة الأزهر بمصر، على الكثير من الشعراء والأدباء والمعلمين الذين تركوا بصمتهم على أبناء جيله سواء في مراحل الدراسة أو في مجالس أهل الحي الذين كان يستضيفون العلماء.

حركة ثقافية

وانتقل البدور إلى دور المكتبة العامة التي تأسست عام 1963، والتي كان دورها الحيوي آنذاك أشبه بوزارة للثقافة كما قال. واستعرض نشاطاتها من محاضرات وندوات، إلى جانب المكتبات مثل الأهلية والنهضة، مؤكداً على حضور وقيمة ومكانة الثقافة والكتاب والمقالة والشعر في ذاك الزمن.

الفريج ورمضان

في الحلقة التي استضاف البدور فيها الحاي بن مبارك، يتعرف المشاهد على طقوس رمضان في الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث كان استعداد أهل «الفريج» لرمضان يبدأ من شهر شعبان من إعداد الهريس بأسلوب جماعي فيه الكثير من الاحتفالية، واستضافة قارئي القرآن في مجالس العائلات حتى السحور.

حركة الثقافة

تحدث بلال البدور في برنامج «رمضان في ذاكرتهم» على قناة «نور دبي» عن حركة الثقافة والمعرفة في المنطقة كمبادرة تأسيس إبراهيم بن محمد المدفع لصحيفة «عُمان» عام 1927، ومن ثم صحيفة «صوت العصافير»، وبعدها صحيفة «العامود»، وكانت كما قال تكتب بخط اليد.

 كما تحدث البدور عن مكتبات السبخة وكانوا يفترشون الأرض بعض الظهر كعبدالله الأنصاري، وعبدالله الكعبي الذي يعتبر أول مؤسس لتوزيع الكتب، حيث كان يحمل في الصباح الكتب إلى المؤسسات الرسمية لبيعها، وفي فترة المساء يفترش وإياها الأرض.

Email