الذكرى الثانية لرحيل الشاعر والباحث أحمد راشد ثاني، جاءت موضوعاً للأمسية التي نظمها اتحاد كتاب وأباء الإمارات في مقره الجديد في أبوظبي، بعنوان «أحمد راشد ثاني قراءات منه قراءات فيه»، ألقى في مستهلها الشاعر حبيب الصايغ رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي كلمة تحدث فيها عن ثاني. لتبدأ من بعدها القراءات التي استحضرت الكثير من الجوانب الإبداعية والإنسانية في حياة راشد ثاني.

قيامة الشاعر

وقال الصايغ: لا أستوعب موت أحمد راشد ثاني. لا أستوعب أن يصدر اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، نافذته الأولى وبيته الأول، بياناً ينعي فيه، ببالغ الأسى، أحمد راشد ثاني. لا أستوعب أن يتصل بي زميلي وصديقي الدكتور سلمان كاصد، ليخبرني أنه عائد من جنازة أحمد راشد ثاني. لا أستوعب أن أصحو في اليوم التالي على صورته في الصفحات الثقافية، وعلى أخبار من سيرته، من المهد إلى اللحد. وأضاف: الآن بالتحديد، ينبئ موت الشاعر بقيامة غيره من الشعراء. شخصياً بدأت أستعد، وكأنه أخذ يدي اليسرى معه، يدي التي أكتب بها.

وتساءل: ترى لماذا يجسد موت الشاعر الحقيقة أكثر من غيره، أعني أكثر من موت غيره؟، والموت هو الموت: صياد ماهر، وحبل من الحيل لا يخفي ابتسامته الماكرة، وهو يلتف على رقاب ضحاياه وقلوبهم.

سيد الجياد

وقرأ شعيب عبدالفتاح المستشار الثقافي في السفارة المصرية في الدولة، نصاً بعنوان «مرثية سيد الجياد المتعبة»، قال فيها: هكذا رثى شاعرنا نفسه.. وعلمنا كيف نرثيه. فهو الليل في شجونه وسحره وصفائه.. وهو الليل في غموضه وحزنه وجلاله.. هو الليل الذي رفع كتابه بيمينه المنهكة في حضرة الشعر والأدب ووضعه في النافذة. ونام. وتحت عنوان «هل يمكن وضع خطة للحياة؟»، تحدث الشاعر محمد المزروعي رئيس مجلس إدارة اتحاد الكتاب فرع أبوظبي متسائلاً: هل يمكن أن أدعي أن أحمد راشد ثاني ابن سوء الحظ؟ وأشار إلى أن ثاني لم يجد من يتبادل معه الاهتمام سوى الأدب والكتابة والقراءة.

توثيق التراث

الشاعر علي العامري تحدث عن تجربة أحمد راشد ثاني قائلاً: كثيراً ما أكد النقاد على فرادة تجربته الشعرية. واستحضر العامري خبر رحيله مضيفاً: كنت في غرناطة، في قصر الحمراء تحديداً، عندما اتصل بي صديق وأخبرني، ولم أصدق، ولغاية الآن وأنا في مرحلة عدم تصديق لرحيله.

 

إضاءة

أحمد راشد ثاني (1962 -2012 ) يعد أحد المجددين في القصيدة الإماراتية، وله العديد من البحوث في التراث المحلي والنصوص المسرحية.