تؤكد الكاتبة الإماراتية خولة السويدي، صاحبة الرواية الفائزة بجائزة الإمارات للرواية ـ فئة القصة القصيرة "عشب وسقف وقمر"، أن هناك موضوعان يُحظر على الكاتبات الخليجيات الخوض فيهما، وهما: التعبير عن الحب والصراع مع الرجل، سواء في المنزل أو العمل، وإن كسرن القاعدة فإنهن يحظين بالرفض من مجتمعاتهن، كما يُتهمن بالتمرد، لأن الرجل هو صاحب الامتيازات الكبرى، وهذا يفسر تقديمها الخجول جداً لقصة حب في روايتها الأخيرة، علماً أنها من نسج الخيال ولا تمت لحياتها الخاصة بصلة.

رتوش

"عشب وسقف وقمر" عبارة عن مذكرات ومقتطفات ومواقف منفصلة وفلاشات سريعة حول الذكريات مع الجدة والعلاقة مع البحر والمطر والطبيعة والحبيب، يظن القارئ أنها تعبر جميعاً عن حياة خولة السويدي، ولكنها ليست كذلك، وقالت السويدي: (الرواية جديدة من نوعها، وقد تعمدت كتابتها على شكل مقتطفات حتى يستطيع القارئ فهم أكبر كم من الأحداث حتى لو لم يقرأها من الصفحة الأولى، أما بالنسبة للأحداث فهي تحمل "رتوش" من حياتي الخاصة في بعض المواقف، أما الجزء الأكبر فهو من نسج الخيال، خاصة فيما يتعلق بقصة الحب، التي تتحدث عن ألم الخيانة ومرارة الحب والتعلق بالحبيب بأدق تفاصيله.

وحول القالب الخجول الذي طرحت فيه السويدي القصة العاطفية، قالت: لا تتقبل مجتمعاتنا المحافظة عموماً تعبير المرأة عن مشاعرها أو تجاربها في الحب، خاصة في الروايات، وتعدها متمردة، فضلاً عن ان المرأة خجولة بطبعها، وفي الجانب المقابل نجد مجتمعاتنا ذاتها تفخر بإفصاح الرجل عن مغامرته العاطفية وتصفه بالرومانسي والحساس، وهذا يعود إلى طبيعتها الذكورية البحتة، وبالنسبة لي فقد أردت الدمج بين الواقع والخيال في روايتي.

السويدي نشطة جداً على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة "الفيسبوك" لأنه كان محطة انطلاقتها الفعلية نحو جمهور أوسع، وقالت: تمكنت عبر "الفيسبوك" من الوصول إلى شريحة كبيرة من القراء، وعرض كتاباتي عليها، ومعرفة ردودها، وتطوير نفسي بشكل أفضل.

إهداء

تهدي الكاتبة خولة السويدي روايتها إلى إنسانة غالية على قلبها، حيث تصفها بكلمات رقيقة في الجذاذة الموجودة على الغلاف الخلفي لروايتها، وتقول: "تلك العبقة برائحة الجنة، تفتحنا حولها كورود وهيئتنا للحياة بعد أن ملأتنا بالهدوء والسكينة وأهدت إلى كل منا، أنا وأخوتي وأخواتي، قنديلاً مضيئاً من روحها يذكرنا بالسعادة حينما تتلاشى من حولنا، إلى تلك الحكيمة الراقية، إلى والدتي الحبيبة فاطمة بنت ناصر".