يتعرف الزائر للمعرض التشكيلي "الإبداع العربي عبر الفن" المقام في دار التراث بمنطقة حي الفهيدي التاريخية بدبي، على تجربة 16 فناناً وفنانة من المواطنين والعرب المقيمين بما فيهم الناشئون، والذين سبق وعرضت أعمالهم في غاليري "مجمع أبوظبي للفنون آرت هاب".
الانطباع الأول الذي يخرج به الزائر بعد جولته الأولى في المعرض الذي يستمر حتى 31 يناير الجاري، يشي بتباين المستويات والتجارب التي ترتبط غالباً بعمر تجربة الفنانين.
والانطباع العام حول لوحات الفنانين الناشئين يتمثل في الشعور بعدم اكتمالها، خاصة في معالجة الألوان والتي يمكن إرجاعها إما إلى بداية مشوارهم الفني، أو الاستخفاف بقيمة العمل الفني الذي لا يتجاوز هامش العبث بالألوان دون إدراك معادلاتها.
الكم والأسلوب
كما بدت لوحات فنان الحروفيات صالح الشكيري أقل من قدراته الفنية التي تجلت في معارضه السابقة خاصة على مستوى نقاء اللون والتكوين.
أما أعمال التشكيلي إحسان أبو سعيد التي شغلت غرفة من الدار، فتعكس دراسته أو محاولته بين عدة أساليب فنية تعيد لذاكرة الزائر أعمال فنانين معاصرين أمثال خالد تكريتي في البورتريه واسماعيل الرفاعي في العلاقة اللونية ونهاد الترك في منظور التكوين.
كسر الإيقاع
تعكس أعمال التشكيلية وفاء خزندار أسلوبها المألوف الذي تعتمد فيه على الزخرفة والرموز الشرقية كالطير والحصان والشخوص لتحكي، من خلالها وعبر ألوانها الشرقية النقية والدافئة، في كل لوحة قصة، والعمل الذي يستوقف الزائر ضمن مجموعتها لوحة "ملل" التي صورت فيها ثلاث نساء يلعبن الورق في محاولة لقتل الوقت.
وتعكس هذه اللوحة قدرات خزندار في كسر الإيقاع المألوف والخروج من قالب التراث والحكايات.
أما التجربة التي تستوقف الزائر، فهي المنحوتات الجدارية الخاصة بالفنانيّن بسام السيلاوي وزوجته ميسون مصالحه، حيث أضاف الفنانان لأعمالهما بعداً خارجياً يتمثل في تشكيل لوحة من انعكاسات ظلال المنحوتة الجدارية التي تعتبر قطعة فنية بحد ذاتها واعتمدا لهذا الأسلوب مصطلح "نحت الظل".
جماليات المخيلة
ولا يملك الزائر سوى التوقف ملياً أمام كل منحوتة والتمعن في جماليات وإبداعات مخيلة الفنانيّن التي تدهش الزائر بتنوعها بين شعائر الدين والطبيعة والمشاعر الإنسانية.
وأبرز تلك الأعمال مسجد الشيخ زايد آل نهيان لميسون، إلى وادي الروم للسيلاوي. واعتمدا في منحوتاتهما على مادة الريزن ذات الوزن الخفيف التي يمكن تطويعها قبل جفافها.
كتيب بالانجليزي
يستوقف الزائر اعتماد اللغة الانجليزية سواء في بطاقات التعريف بكل لوحة أو الكتيب الخاص بالمعرض الذي تم تنظيمه من قبل مجمع أبوظبي للفنون بالتعاون مع مؤسسة السركال الثقافية القيمة على دار التراث.
واعتماد اللغة الانجليزية في هذا المجال يعكس بشكل ما قناعة بأن النسبة الغالبة من المقتنين في المنطقة هم من الأجانب.

