جدل واسع بعد 5 قرارات لوزير الثقافة

إقالات بالجملة في صفوف القيادات الثقافية في مصر

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في خضم سعيها المتواصل نحو تمكين عناصرها من الجهاز الإداري لمصر، وتزامنًا مع تفشي مشروع تنظيم الإخوان المسلمين لـ»أخونة» مؤسسات الدولة المصرية، لم يسلم المشهد الثقافي من ذلك، من خلال وزير الثقافة الجديد الذي شمله التعديل الوزاري الأخير، وهو الوزير الذي صاحبه جملة من الانتقادات وعلامات الاستفهام القوية.

وقد أوجد وزير الثقافة المصري علاء عبد العزيز حالةً من الجدل منذ أول يوم تولى فيه المنصب، بدايةً مما أثير حولا قضية «جنسية مُتورط فيها»، وحتى قرارات الإقالة التي اتخذها أخيراً وأطاح فيها رموزاً في المشهد الثقافي المصري في دار الأوبرا وغيرها، ومرورًا بقرارات مفاجئة اعترض عليها المثقفون وقادة الرأي بمصر، ودفعت إلى انضمام العاملين في وزارة الثقافة والهيئات الثقافية المختلفة التابعة للحكومة إلى المحتجين والمتظاهرين ضد حكومة هشام قنديل، وسياسات تنظيم الإخوان بمصر.

قرارات

وأصدر عبد العزيز 5 قرارات فاصلة عززت من حالة الجدل داخل أروقة الثقافة المصرية، وجعلت مسؤولين ومثقفين يقدمون استقالاتهم، بدأها بقرار إقالة رئيس الهيئة العامة للكتاب د. أحمد مجاهد من منصبه، ثم قرار إلغاء ندب د. إيناس عبد الدايم من رئاسة دار الأوبرا المصرية، ثم إنهاء ندب رئيس قطاع الفنون التشكيلية د. صلاح المليجي، فضلًا عن إقالة رئيس دار الكتب والوثائق القومية عبد الناصر حسن، وإعفاء رئيس قطاع مكتب وزير الثقافة المهندس محمد أبو سعدة من منصبه؛ ليكتفي بمنصبه مديراً لصندوق التنمية الثقافية فقط، كما قرر تحويل اسم «مكتبة الأسرة» إلى «مكتبة الثورة» دون الرجوع إلى قيادات المكتبة ومجلس إدارتها.

أجندة

وتعليقًا على ذلك المشهد المضطرب، قالت رئيس دار الأوبرا المصرية المُقالة إيناس عبد الدايم لـ»البيان»: إن الوزير الجديد مجرد مُنفذ لرؤى تنظيم الإخوان عبر المشهد الثقافي المصري، فقام بـ»مجزرة للثقافة» في خضم مُحاولات تنظيم الإخوان؛ لتجريف الثقافة بمصر، لصالح أجنداتهم ورؤاهم الخاصة، مؤكدة أن تنظيم الإخوان سوف يُدمر الدولة من خلال رؤيته ومساعيه نحو الاستحواذ والسيطرة على المؤسسات كافة، ومنها المؤسسة الثقافية المصرية الرسمية، وفرض التوجه الإخواني عليه.

 وفيما يتعلق بماهية الوضع الثقافي الحالي، وما آلت إليه الثقافة المصرية في عهد الإخوان أبدى الناشط السياسي والكاتب الصحفي د. عبد الحليم قنديل في تصريحاته لـ»البيان» عدم دهشته من الوضع الثقافي الحالي والمريب على حد قوله من الممارسات الإخوانية.

 

حجازي: الحملة إحدى تجليات «عدوان» الإسلام السياسي

قال الشاعر المصري أحمد عبد المعطي حجازي، إن حملة الإقالات في وزارة الثقافة المصرية، والتي طالت قيادات وقيَما ثقافية تمثِّل واحدا من تجليات «عدوان» تيار الإسلام السياسي المتواصل على الثقافة ومؤسساتها في البلاد، مشدّداً على أن الظلاميين لن ينجحوا في إعادة مصر إلى العصور الوسطى.

وقال حجازي، في مقابلة مع (يونايتد برس إنترناشونال) أمس، إن حملة الإقالات التي طالت قيادات وقيَما ثقافية مؤخراً «لم تكن فقط بهدف أخوَنَة وزارة الثقافة، بل تمثِّل واحدا من تجليات عدوان تيار الإسلام السياسي، وخصوصاً جماعة الإخوان المسلمين، المتواصل على الثقافة ومؤسساتها في مصر، وعلى التراث الحضاري في عدد من الدول العربية».

وأضاف أنه «لا يمكن فصل مسألة إقالة قيادات الثقافة في مصر عن محاولات الهيمنة على السلطة القضائية وإخضاعها للإخوان، والهجوم المتواصل على الإعلام الحُر بهدف القضاء عليه، حتى إن مرشد الإخوان وصف الصحافيين والإعلاميين بأنهم سحرة فرعون، وهو ليس نيلاً من الصحافة فقط بل يمثل اعتداءً على الحضارة الفرعونية».

وأكد حجازي أن «الحرب على القضاء، والإعلاميين والصحافيين، هي في جوهرها حرب على الثقافة»، داعياً كل أبناء الدولة المدنية في مختلف المجالات إلى الصمود في مواجهة تلك «الردة الحضارية»، والدفاع بقوة عن قيم المساواة والمواطنة وحقوق المرأة والحريات العامة.

 

استقالات

أدت قرارات وزير الثقافة المصري، علاء عبد العزيز، إلى ردود أفعال غاضبة في الساحة الثقافية المصرية، أبرزها إعلان أمين عام المجلس الأعلى للثقافة د. سعيد توفيق استقالته؛ احتجاجا على ما سمّاها الأجواء المسمومة في الوزارة، فضلًا عن إعلان فنانين وإداريين عن امتناعهم عن أداء أوبرا عايدة.

Email