ينتهز مسرح الشباب للفنون، التابع للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة العطلة الصيفية كل عام، ويحولها إلى فرصة ذهبية لاقتناص المعارف والفنون والثقافة بالنسبة لجيل الشابات والشباب وحتى الصغار، وصيف هذه السنة كان عامرا بالورش والدورات الصيفية التي امتدت من دبي إلى رأس الخيمة، مرورا بالشارقة والفجيرة وتنوعت مفرداتها ما بين المسرح والرسم والفنون الشعبية والتراث.

مقر مسرح الشباب للفنون بدبي كان من نصيبه دورة الفنون الشعبية، التي بدأت في 24 يوليو الماضي، وستختتم اليوم، وحاضر فيها كل من عبد الله سليمان وبدر أحمد جمعة وأحمد مال الله.

بينما حضرها أكثر من 40 شابا وشابة تتراوح أعمارهم بين 8-16 سنة ويتعرفون فيها على ملامح من الفنون الشعبية والتراثية مثل لوحة اللاهال والمالد والعيالة ولوحة البحر التي تقوم على شلات بحرية وتتحدث عن العلاقة الحميمة التي جمعت على مر التاريخ بين المواطن الإماراتي والبحر والمهن التي مارسها أهل الإمارات أبا عن جد مثل الصيد والغوص.

كما يتمتعون بتعلم ألعاب شعبية مثل لعبة الكرابي، حيث قال عبد الله سليمان: (إننا نسعى من خلال هذه الدورة ، التي لاقت إقبالا منقطع النظير، إلى تعزيز الهوية الوطنية وتعريف جيل الشباب بتراث آبائهم وأجدادهم).

دورات الرسم

في ميدان الفنون التشكيلية والرسم، نظم مسرح الفنون للشباب بالتعاون مع جمعة الإمارات للفنون التشكيلية دورتين، واحدة للأطفال من 9-14 سنة في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في الشارقة وتشرف عليها الفنانة ابتسام عبد العزيز.

بينما تعنى دورة الرسم الثانية بفئة عمرية أخرى تمتد من 15 سنة إلى 25 سنة ويحاضر فيها الفنانان خليل عبد الواحد ومحمد القصاب في الجمعية ذاتها، ويتم فيها تعليم أساسيات الرسم بما فيها الخامات مثل الفحم والباستيل والأكرليك، والرسم بالرصاص.

المرسم الحر

وأوضـح خلـيل عبـد الواحد أن هذا المرسم الحر يشتمل على مسائل فنية تتعلق بالمنظور والنسب والقياسات ودراسة المجسمات والفراغ، بينما تم تخصيص يوم للدراسة اللونية بما فيها الألوان الأساسية والألوان الثانوية والمزج اللوني، وكذلك دراسة لوحات لفنانين آخرين لإعطاء الطلبة فكرة عن الفنان وكي يستفيدوا من تجربته بغية إنتاج عمل فني خاص بكل واحد منهم.

تنمية مواهب

وقال خليل عبد الواحد: (رغم قصر فترة الدورة، إلا أننا ضغطنا على الطلبة كي يتسنى لهم الحصول على أكبر قدر من المعلومات)، كما أوضح أن المشرفين على الدورة يحرصون على مثابرة الطلبة على ممارسة هواية الرسم، ليس أثناء الدورة فحسب.

وإنما يحرصون على استمراريتهم أيضا، أما فيما يتعلق بالهدف المنشود من وراء تنظيم هذه الدورة، فقد أكد خليل عبد الواحد أنه يتمثل في (المساهمة في إنشاء جيل جديد من محبي الفنون والرسم، واكتشاف تنمية المواهب والطاقات التي يتحلى بها الشباب على ان يصار إلى تنظيم معرض لهم في نهاية المطاف).

مسرح الشباب

وكان من الطبيعي أن يحظى المسرح باهتمام مسرح الشباب للفنون، الذي خُصص له دورتان واحدة في الإخراج والتمثيل أقيمت في جمعية المسرحيين في الشارقة وحاضر فيها كل من الدكتور حبيب غلوم والفنان إبراهيم سالم والفنان عبد الله صالح، واستمرت حتى أول من أمس، والثانية في دبا الفجيرة وحاضر فيها الفنان عبد الله راشد والفنان عبد الله مسعود.

هدف

 

الفنان حبيب غلوم أوضح أن الهدف من هذه الدورات هو "استثمار وقت الفراغ عند الشباب في فترة الصيف، وهي تأتي ضمن استراتيجية الحكومة ومؤسساتها الاتحادية)، وقال : (كمشرفين على الدورات، نقدم أساسيات معرفية وفنية، بحيث نكسب عددا جديداً من الشباب في المسرح والميادين الأخرى.

فضلا عن أن الحركة المسرحية تنهل من هذه الورش والدورات خاصة وأننا مقبلون على مهرجان دبي لمسرح الشباب، حيث نتوقع انضمام شباب جدد بعد تأهيلهم للمشاركة في إطار فرقهم المسرحية). كما أوضح الفنان أن الاهتمام ينصب على التدريب على التمثيل والالقاء، بينما يتم تعليم المشاركين في الورشة أبجديات المسرح (كي لا نثقل عليهم في العلوم على حساب حبهم للعبة المسرحية).