الأحمر الجريء، يجاور الأصفر بكل ما يحمله من صراحة، ينضمان إلى بقية ألوان اللوحات التي خلت من التدرجات اللونية، وهو ما يمكن أن يوحي للمشاهد بأنها مستوحاة من القارة السمراء.
إنها الألوان التي ميزت معرض "ألوان من جنوب أفريقيا" للفنان بيرسي بيلان هيمسلف والذي افتتحه يعقوب أبا عمر سفير جنوب أفريقيا لدى الدولة، وذلك مساء أول من أمس في فندق ميلينيوم أبوظبي، بحضور روبرشت شميتز مدير عام الفندق، وعدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي.
زخارف
عبر أكثر من أربعين لوحة، وزع الفنان دعوته الغير مباشرة، للتعرف على الكثير من المشاهدات الإفريقية المتنوعة، مثل البيوت والآلات الموسيقية التي تأتي الطبول في مقدمتها، أو الطبيعة الصامتة كالجرار.
والطواحين، وغيرها من مشاهد تتميز بأنها مرسومة بطريقة زخرفية وزع عليها هيمسلف ألوانه الصريحة، ولم يخرج عن قاعدته هذه في الوجوه التي حملت الملامح الإفريقية لنساء أو رجال، ليتحرر في لوحات أخرى من الوجه، باتجاه جسد المرأة التي جاءت بتشكيل زخرفي ميز كل أعماله.
حتى أنه استغنى عن التكوين في الكثير من الأحيان ليرسم العديد من الوحدات الزخرفية، والتي جاءت بمعظمها وحدات هندسية، أكثر ما اعتمد فيها على المثلثات، ليستحضر في لوحات أخرى نقوش جلود الحيوانات مثل النمر، ورغم كل الاختلاف في المواضيع، إلا أن الفنان حرص على استخدام الألوان الصريحة، باستثناء وحدات ملونة لأشكال توحي بأنها فراشات.
انعكاس
تراوحت أحجام لوحات الفنان هيمسلف بين المتوسطة والكبيرة، رسمها بالألوان الزيتية متحررا من المناظر الإفريقية في بعض الأحيان، ليعبر عن الكثير من الأماكن الموجودة في الإمارات مثل مسجد الشيخ زايد، والذي اختار أن يقدمه بمشهد ليلي، بينما اختار لبرج العرب ألوانا زاهية وحارة، موزعة على وحدات زخرفية وهو ما منح العمل رؤية جديدة لبرج العرب، حافظ فيها الفنان على الشكل الخارجي فقط.
كما عكس الفنان الجنوب إفريقي في المعرض تجربته التي بدأت في السابعة، حيث تعلم الفن بنفسه، ليجسد رؤية معينة قال عنها: أبحث في أعمالي عن نقاط الجمال، في الموجودات والوجوه ومباهج الحياة. وأضاف: لوحاتي عبارة عن انعكاس للظروف الثقافية والسياسية والاجتماعية في حياتي. هذا ما قاله الفنان بينما تظهر الأعمال لجمهور المعرض حياة شعب من الشعوب الإفريقية.

