"كان عليّ زيارة الاحتفال السنوي للدراويش في مدينة قونيا بتركيا ثلاث مرات، كي أستطيع تحقيق النتائج التي كنت أنشدها في التصوير"، هكذا قال المصور الفوتوغرافي سعيد الشامسي في لقائه مع "البيان" حول مشروعه الفوتوغرافي عن الدراويش. وتابع، "من الصعب جداً تصوير الدراويش خلال أدائهم، لأسباب تقنية وأسباب تتعلق باكتساب ثقتهم، خاصة وأن هذا الاحتفال تقليد يحمل الكثير من الخصوصية بعيداً عن المفهوم السياحي.

 زياراتي المتكررة ساعدتني على الاقتراب منهم، ومتابعة إيقاع حركتهم فهناك المرشد والمريد، حيث يدخل الجميع بعباءة سوداء تمثل الأرض، وبعد دخولهم تنزل العباءة ليظهر الثوب الأبيض الذي يمثل الكفن، ويشير اللون الأحمر والبرتقالي والأخضر إلى مراتب المريدين، ويمثل الأخضر على سبيل المثال حديقة الحياة".

جوهر الأداء

انتقل بعد ذلك إلى الحديث عن الجانب التقني في التصوير، "بعد اكتساب ثقتهم والسماح لي بتصويرهم، كان عليّ التركيز على الجانب التقني، حيث يُمنع استخدام "فلاش" الإضاءة. وتصوير الحركة يتطلب خبرة ومهارة للحصول على نتائج فنية، تقارب من جوهر أدائهم، فحين يأخذ المريد مكانه بين المجموعة، فإن كل خطوة له تتزامن مع دقة قلبه حتى يصل إلى مكانه، ويأخذوا في الدوران بعكس عقارب الساعة وباتجاه مجرى الدورة الدموية، وعلى أنغام الناي والدف".

50 صورة

خرج الشامسي من خلال زياراته وتجربته بحصيلة تجاوزت 50 صورة فوتوغرافية حملت الكثير من الجماليات الفنية، ولم يعرض منها حتى تاريخ اليوم سوى عدد محدود من الصور. ونأمل أن نشاهد قريباً جميع أعماله في معرض فردي.

 

سيرة

 

يشغل سعيد الشامسي مدير عام دار ابن الهيثم للفنون البصرية، وقد تخرج من جامعة سوانزي في بريطانيا تخصص برمجة الكمبيوتر، وهو من أبرز رواد التصوير الفوتوغرافي في الإمارات. وكان التصوير جزءاً من إيقاع حياته اليومية، وحقق العديد من الإنجازات إلى جانب كونه مؤهل للتصوير الجوي، حيث فاز بالعديد من الجوائز المحلية والخارجية، إضافة إلى مشاركته في العديد من لجان تحكيم الجوائز، وكذلك المعارض خارج الدولة وداخلها. كما أصدر كتابين في التصوير الفوتوغرافي هما ''رحلة في الصحراء'' و''رحلة في التاريخ''.