«نوارس تشي غيفارا» جاء عنواناً للمجموعة القصصية التي أصدرتها أخيراً، القاصة مريم الساعدي، ويعد هذا الإصدار هو الثالث في مسيرة القاصة التي نشرت من قبل «مريم والحظ السعيد»، و«أبدو ذكية»، وجاءت المجموعة كما قالت الساعدي في حديثها لـ«البيان» نتاج نحو السنتين. بعد أن أصدرت مجموعتي الأخيرة في العام 2010. وتضم المجموعة 38 قصة موزعة على 141 صفحة من القطع المتوسط.

قصة العنوان

عنوان المجموعة هو اختيار الناشر عبدالله فهد، هذا ما أكدته مريم الساعدي وأضافت: كنت قد اخترت عنواناً آخر، وهو «مشاعري المقدسة»، بهدف جمع كل قصصي تحت عنوان واحد، وأوضحت: فقال لي فهد مسؤول دار أثر الجهة التي نشرت المجموعة، ربما يكون هناك تحفظ من الرقابة على فكرة مقدسة، واقترح «نوارس تشي غيفارا» على أساس أنها عنوان إحدى قصص المجموعة، إضافة إلى أن عنواناً كهذا يحقق مبيعات أكثر بحسب وجهة نظره. لكن ما حدث كان صادماً، إذ أوضحت الساعدي: اكتشفت أن الكثيرين في الإمارات، لا يعرفون من هو تشي غيفارا، على مستوى أطباء، أو مدرسين في الجامعات، رغم أنهم درسوا في الخارج، ولهذا استغربت فعلاً عدم معرفتهم بهذه الشخصية.

انطباعات

«كم حب لا أحبه، الشرق الغامض، ثوب زهري في جنازة جدتي، كائن لزج، مثل وعاء خزفي فارغ، قلب رمادي، ورصيف متعرق بغيمة داكنة»، إنها بعض العناوين التي اختارتها الساعدي لقصصها، عناوين مختلفة لأحداث متنوعة قد تجتمع بعدة نقاط، لتخلفت في النهاية، وأشارت: أغلب أفكار قصصي مستوحاة من حالات نفسية أعيشها ومن مواقف كثيرة أتعرض لها، ولهذا أصيغ قصصاً بشكل يعبر عن انطباعاتي وإحساسي.

ولا تكتفي الساعدي بهذا بل تغوص كثيراً في الذات الإنسانية وعن هذا قالت: كثيراً ما أعبر عن الوجود الإنساني الذي أمثله أنا أو غيري، وقد أشعر بأني أتفلسف أحياناً، إذ تبدأ الكتابة عندي من العلاج الذاتي، والرغبة في التعرف إلى الذات، وماذا أفضل، وقد أطرح العديد من الأسئلة الوجودية.

حالات

وأوضحت الساعدي طقوس كتابتها القصصية قائلة: هناك بعض القصص التي عدلت عليها، وقصص أخرى شعرت بأني لم أكتبها بشكل مكتمل، إنما كتبتها بنفس واحد، وقصص أخرى أكتبها كمسودة وفكرة، وعندما أجد متسعاً من الوقت اشتغل عليها كنص إبداعي أدبي. وأنتج تراكم التجربة الكثير من النتائج، حيث قالت: أشعر بأني أكتب بالشكل الذي أريده، بطريقة سلسلة أكثر من السابق، وهناك حساسيات أمسك بها، كما أحاول أن أعبر عن نفسي بشكل حر.

وأوضحت: في القصص الكثير من سرد المشاعر، أكثر من تقديم الأفكار، فأنا لا أملك شيئاً في هذه الحياة غير شعوري، تجاه هذه الحياة. وأضافت: المشاعر تهبط وتصعد، بحسب تصادماتها مع الواقع، ومن هذا المنطلق أشرح هذه الحالة وأضفي عليها نوعاً من القدسية، شعور الإنسان يجب أن يكون ذا قيمة ولا يجب أن يتم استنكاره، وما يشعره ليعيشه، حتى لا يكون موتاً. وأكدت: عملت على فكرة المشاعر، معبرة عن الكثير من الأشخاص المجهولين، من أجل أن أوصل فكرة المشاعر المقدسة، وهو كما قلت عنوان اخترته قبل أن أتفق مع الناشر على تغييره.

 

إضاءة

 

جاءت مجموعة «نوارس تشي غيفارا» للقاصة مريم الساعدي، بعد مجموعتين هما «مريم والحظ السعيد» و«أبدو ذكية» كما ترجمت قصتها «السيدة العجوز» ونشرت ضمن مجموعة دينيس جونسون ديفيس «في صحراء خصيبة». وعن ما قدمته الساعدي في إصدارتها السابقة أوضحت: شعرت بأنني في هذه المجموعة، قد أصبحت حرة، لأني عبرت بالشكل الذي أحسه مناسباً، مع ما يتسق مع مفهوم القصة.