شقت مجموعة من المشغولات المعدنية بأحجام قياسية من بينها سيوف وخناجر وأقواس نشاب طريقها إلى صالة مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بدبي، حيث يعرض منذ مساء أول من أمس أكبر سيف في العالم ويبلغ طوله ستة أمتار ووزنه 250 كغ وقام بتصميمه وتنفيذه الفنان عماد غالغاي في مشغله بالشارقة وأطلق عليه اسم (السيف العملاق) .
السيف العملاق يحمل بصمة عربية خالصة، وهو مرصع بآلاف الفصوص وأحجار الكريستال ومشغول من معدن الستانلس تيل والخشب والجلد الطبيعيين، وكذلك أكبر خنجر في العالم يبلغ طوله ثلاثة أمتار تقريبا وهو مصنوع من مادة الستانليس تيل أيضا والجلد الطبيعي ومرصع بدوره بآلاف الفصوص والأحجار الصغيرة المتلألئة، وذلك ضمن مجموعة من الأعمال العملاقة التي تكاد تنطق وتتحدث عن نفسها مسترجعة أمجاد فن تتأرجح الآراء حوله ما بين من يعتبره حرفة وما بين من يذهب إلى ما هو أبعد من ذلك ويعتبره فنا.
سيوف تغرد
المعرض جاء تحت عنوان معرض الخط العربي والزخرفة الإسلامية (سيوف تغرد)، ويضم نحو 30 عملا تتداخل فيها عدة فنون منها الرسم والنحت والتشكيل والخط، في مشهد يوحي بأن مشتغلها ينتمي إلى صنف الفنان الشامل الذي يقوم بالعمل الفني من ألفه إلى يائه، مع أننا اكتشفنا أن هناك شخصاً مهماً في حياة الفنان عماد غالغاي لا يتوانى في مد يد عون فني وثقافي له، وذلك الشخص هو زوجته التي تعمل في مجال ترميم المخطوطات القديمة في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي، والتي تنظر للمعرض في بعده التراثي والجمالي، ما يجعل مشغولاته ترتقي إلى مستوى الفن، لأنها قطع غير مكررة لا بشكلها ولا بحجومها ولا بتصاميمها، وما يؤهل بعضها للدخول إلى موسوعة (غينيس) للأرقام القياسية.
وقد شهد المعرض في يوم افتتاحه إقبالا كبيرا من قبل المثقفين والمسؤولين ومتذوقي الفن من الجمهور من بينهم الكاتب عبدالحميد أحمد الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية وبلال البدور الوكيل المساعد لقطاع الثقافة والفنون في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، الذي يرى في المعرض بعدا معنويا آخر يضاف إلى بعده الفني وقال: إن "المعرض رد على الواقع العربي، لأننا بحاجة إلى استنهاض السيوف"، مضيفا أن "حد السيف وحد الحرف واحد، كلاهما أبلغ من الآخر".
وردا على سؤال لـ(البيان) عن طبيعة مشغولات المعرض وهل تنتمي إلى عالم الفن أم الحرفة، قال عماد غالغاي: إنه (عندما تزور أحد المحال في أسواق النحاسين في دمشق أو بغداد أو القاهرة، على سبيل المثال، فإنك تجد أن الأب أو الجد الذي بدأ بالعمل كان فنانا، بينما يقوم الأولاد والأحفاد بالنقل الحرفي حيث يقلدون آباءهم وأجدادهم بعيدا عن الجانب الفني والروحي والابداعي)، وأضاف الفنان أنه ليس متخصصا في صناعة التحف، بل إن هذا الجانب من مسيرته الفنية يأتي ضمن هوايات أخرى من بينها الخط والزخرفة والنحت والحفر تظهر عندما يشعر بأن "مزمار الحي لا يطرب"، لأنه يذهب إلى الجوانب التي يستطيع من خلالها تفريغ طاقاته.
كما أكد أن عنوان المعرض (سيوف تغرد) يفسر المفهوم الذي يحاول الفنان إيصاله من خلال أعماله، التي قال إنها تتحدث عن الماضي والأصالة، وقال: لو أن للسيف فم يحكي، لحكى وضرب رقابنا من جراء ما آلت إليه أمورنا). عاشق الفن
عماد غالغاي فنان سوري من أصل شيشاني، مقيم في دولة الإمارات عشق الفن وأبدع فيه منذ نعومة أظفاره، فكانت البداية مع فن الخط العربي والزخرفة وبعدها انطلق ليدخل الفن من أوسع أبوابه بالرسم والنحت على مختلف العناصر من الخشب والمعادن والأحجار.
أقام غالغاي عدة معارض في سوريا والأردن والإمارات ووصلت أعماله الى أميركا
كما شارك في معارض محلية كمعرض المقتنيات النادرة في مردف سيتي سنتر ومعرض في جامعة عجمان ومعرض بمناسبة عيد الاتحاد في مركز زايد للتراث في العين ومعرض في اليوم العالمي في الجامعة الأميركية شهر إبريل الماضي.

