كرم البرلمان الأوروبي رئيس مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في مقر البرلمان في العاصمة البلجيكية بروكسل أول من أمس وذلك تقديرا لدوره في تعزيز حوار الحضارات والثقافات بين الشعوب. وحضر حفل التكريم نائب رئيس البرلمان الأوروبي جيوفاتي باتيلا، وعدد من الشخصيات البرلمانية والسفراء والمثقفين والإعلاميين.
وفي مقدمة الحفل أشاد باتيلا بدور عبد العزيز سعود البابطين في إحياء روح التواصل الواعي بين شعوب العالم، معتبرا أن البابطين مبدع فكريا وشعريا، وبأنه صاحب رؤية عميقة للمستقبل، ويسعى بجهوده الحثيثة لتحقيق التفاهم والسلام بين الشعوب. وتمنى جيوفاني في كلمته بأن يستفيد العالم من هذه المبادرات لتحقيق التضامن العالمي ، وجرى منحه شهادة تقديرية بهذه المناسبة من البرلمان الأوروبي.
ومن جانبه ألقى البابطين كلمة جاء فيها: لم يمنع البعد المكاني في الأزمنة الغابرة من التواصل بين أرض العرب والقارة الأوروبية رغم أن هذا التواصل شابته انقطاعات مؤقتة وحروب متبادلة، ومحاولات للوصاية والتهميش، وأشار البابطين إلى أن تاريخ القارة الأوروبية القديم حفل بحضارات باذخة منحت الإنسانية المعرفة في مجالات عديدة من الفلسفة والقانون والفن والعلوم مما أخذ بيدها إلى التقدم والارتقاء، وفي تاريخها المعاصر أصبحت مركز الحضارة الحديثة بما أتاحته من تقدم علمي هائل، ومن فكر تنويري، ومن ديمقراطية حديثة، وأصبحت هذه الحضارة مصدر إلهام لجميع شعوب العالم وأممه.
مضيفا على مر التاريخ أسهمت كل أمم الأرض بنصيب ما في تقدم البشرية، وأوضح أنه الآن وبعد أن أصبح العالم على اتساعه مدينة واحدة، وبعد أن سقطت الرغبة في الاستعمار والهيمنة من طرف، والقابلية للاستعمار والخضوع من طرف آخر، واستطرد البابطين بعد أن وصلت البشرية إلى نتيجة حاسمة هي أن الحروب التي خاضتها على مسيرة تاريخها كانت مغامرة عقيمة.
معتبرا أن المناخ أصبح مهيئا لأن نجلس مع بعضنا كقامات متساوية، وبهدف واحد أن نحقق المصلحة للجميع، وداعيا إلى فتح باب الحوار واسعاً بهدف تجاوز الأسوار والعقبات التي أقيمت بين الثقافات والأديان والأمم ، مشددا أن الحوار الحضاري لم يعد ترفاً تقوم به فئات معزولة، بل أصبح ضرورة ماسة يجب أن يشارك فيه كل الفعاليات السياسية والدينية والاقتصادية والثقافية والإعلامية لتقريب المسافات، وردم بؤر التوتر، وتجاوز التناقض إلى التكامل، والتعارض إلى التوافق. وحتى يحقق الحوار ثماره ينبغي أن يقر الجميع بحق الاختلاف .
تفاعل حضاري
أكد عبدالعزيز سعود البابطين أن أرض العرب شهدت ولادة حضارات قديمة شامخة تبادلت الأخذ والعطاء مع حضارات العالم وثقافاته، وأسهمت في إغناء التاريخ الإنساني. كما شهدت هذه الأرض ظهور الديانات السماوية الثلاث التي زودت الإنسان بنفحات إلهية تحد من أطماعه وجبروته، وتنزع من نفسه أشواك الحقد والأنانية، وانتشرت هذه الديانات في أرجاء المعمورة تبشر الإنسان بجنة أرضية كسبيل وحيد إلى الجنة الأخروية.
