يدرك الزائر لمعرض (اتبع الزعيم)، للمصور الفوتوغرافي عمار عبد ربه السوري الجنسية المقيم في فرنسا، الذي افتتحه أول من أمس، معالي عبدالرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، في غاليري "أيام" بمركز دبي المالي العالمي، التميز النوعي لهذا المعرض وأسرار وصول المصور إلى العالمية، عبر اختزاله في لحظة زمنية، الكثير من التاريخ والإرث الإنساني لشخصيات بارزة من القادة والزعماء والعلماء العرب والأجانب من المعاصرين وممن رحلوا.

جوانب إنسانية

تتجلى ثقافة عبد ربه الفنية والمعرفية في كل صورة التقطتها عدسته، سواء في لحظة عفوية أو مقصودة. وأبرز الصور التي تستوقف جمالياتها الزائر صورة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، مع حرمه سمو الأميرة هيا بنت الحسين في إحدى المناسبات. وتعكس الصورة التي التقطها عام 2007 إضافة إلى جمالياتها الفنية الجانب الإنساني في حياة القادة، كما تعكس هذا الجانب أيضاً الصورة الخاصة بملكة بريطانيا اليزابيث الثانية التي تلقي نظرة من خلف الباب قبل نزولها ولقائها بضيوفها وكان عبد ربه التقطها عام 2004.

معنى وقيمة

وتحدث عبدربه لـ(البيان) عن عدد من الحكايات التي تكمن خلف كل لقطة أو صورة والتي تعكس دور ثقافة المصور في إضفاء معنى وقيمة أكبر على الصورة، ومثال عليها صورة الرئيس السابق لتونس زين العابدين بن علي مع زوجته ليلى طرابلسي، وقال، "التقطت هذه الصورة عام 1997، في قصر قرطاج حيث سألته بدهشة بعد التقاط عدد من الصور له، عن إبقائه لصورة الرئيس السابق الحبيب بورقيبه في القصر بعكس ما هو سائد بين الزعماء العرب، فقال لي ان بورقيبه رمز وطني لاستقلال تونس. ولم يمانع من التقاط صورته مجددا وخلفه صورة بورقيبة، وفي اللحظة التي التقط صورته كانت زوجته تحاول تعديل سترته. لم تأخذ هذه الصورة أبعادها وقيمتها إلا بعد سقوط بن علي، حيث يبدو في اللقطة وجه بورقيبه المتجهم وهو ينظر إلى زين العابدين بجانب زوجته التي كان لها دور كبير في انهيار حكمه. وبالطبع طلبت مني كبريات الصحف والمجلات العالمية هذه الصورة خلال ثورة تونس".

أيقونة بوتو

وحكاية أخرى أمام صورة الراحلة بنازير بوتو التي التقطها عبد ربه عام 2000، حينما كانت تعيش في المنفى وقال، "التقيت بها أول مرة في بريطانيا ووعدتني بالتقاط صورتها لدى زيارتها باريس لاحقاً، ولدى وصولها لزيارة أقربائها اتصلت بي، وفي بيتهم التقط صورتها في ركن معتم جمع بين لوحتين لآيات قرآنية ليضفي خمارها الأبيض هالة مضيئة حولها. حاولت بيع الصورة لعدد من المطبوعات التي قابلتها بالرفض نظراً لكونها بورتريه محاط بجو قاتم إضافة إلى أن بنازير كانت بعيدة عن عالم السياسة، لكن اغتيالها عام 2007 دفع تلك المطبوعات إلى البحث عن تلك الصورة والتواصل معي بشأنها".

حكاية صورة

ينتقل عبد ربه بعدها إلى حكاية صورة عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينغ (1942) صاحب نظرية "الثقوب السوداء"، قائلاً، "كلفتني إحدى المطبوعات بتصوير العالم هوكينغ، وفي مكتبه أثار اهتمامي حرصه على تعليق صورة للممثلة الأميركية مارلين مونرو، وبلاد تردد جمعت بين عالمين مختلفين في لقطتي". سيرة

 

عاش عمار عبد ربه، الذي ولد في دمشق عام 1966، في ليبيا ولبنان واستقر في فرنسا منذ عام 1978. وتضمن عمله التقاط لحظات خاصة بعدد من الزعماء العرب والأجانب. وتعاونت معه كبريات المجلات العالمية، مثل «باري ماتش»، «تايم ماغازين»، «بيزنس ويك»، «لوبوان»، «الإكسبرس»، «دير شبيغل»، إضافة إلى كثير من المجلات العربية، مثل «لها»، و«المجلة». وجمع عبر رحلته المهنية أرشيفاً ضخماً لزعماء العالم.