يدخل الزائر إلى عالم المرأة الخفي الذي تعيشه مع نفسها في إيماءاتها وحركاتها وسكناتها، من خلال زيارته لمعرض (كبرياء وتحامل) للتشكيلية الدكتورة هند الفلافلي، المقام في غاليري "آرت سوا" بمركز دبي المالي العالمي، والذي يعكس العديد من الحالات النفسية الداخلية بين تأمل وشرود، أو بين حسرة واستسلام.

جماليات الشرق

تحيط بالزائر خلال جولته في المعرض الذي يستمر حتى 19 يونيو الجاري، أجواء من جماليات عوالم المرأة الشرقية وشفافيتها المطرزة بأنوثة راقية من الدانتيل والحرير والإيماءة والحلم، ليعيش مع كل لوحة جدارية ضخمة، حكاية ترويها حركة المرأة التي نجحت الفنانة هند في التقاط تردد زمنها بأسلوبها الواقعي، بين حركتها الأولية وما قبل الأخيرة، التي أسرتها بخطوط قلم الرصاص كأصداء للحركة النهائية، وربما ما بعدها بألوان الأكريليك.

مشاعر داخلية

ويتجلى في اللوحات، مهارة هند في رسم الشخوص وتمكنها من أدواتها مع براعتها في الرسم الواقعي، وفي التقاط المشاعر الداخلية وتصويرها بدرجة عالية من الحساسية، من خلال لغة الجسد في إيقاع الحياة اليومية، وإيماءات ملامح الوجه واليد، والشفاه الصامتة، إضافة إلى التكوين المحكم واختزال الكثير من التفاصيل لصالح مضمون الحالة.

كما جسدت هند بقلمها وألوانها عوالم غنية بجماليات الفن والحياة، بأسلوب بسيط بعيد عن التكلف، وقريب من العفوية المدروسة في العلاقة بين مساحات التكوين والنور.

شغف بالفن

وتشكل هند الفلافلي، وزوجها التشكيلي وائل درويش الذي سبق وعرض في الغاليري نفسه قبل عامين، ظاهرة استثنائية لأصغر زوجين في عالم التشكيل بمصر، حيث يُعلم وائل في كلية التربية الفنية التي تخرج منها، أما هند فتعلم في كلية الفنون الجميلة التي تخرجت منها، ويتسم أسلوب وائل الفني بالتجريد التعبيري المعاصر، في حين يتسم أسلوب هند بالكلاسيكية.

سيرة الفلافلي

حصلت هند الفلافلي (1979) على دكتوراه في الرسم والتصميم المعاصر من كلية تعليم الفنون في جامعة حلوان بالقاهرة عام 2011، وقدمت أكثر من 5 معارض فردية في مصر وقبرص والإمارات، إضافة إلى مشاركتها في العديد من المعارض الجماعية، كما فازت بثلاث جوائز فنية عن أعمالها بين عام 2003 و