انطلق مساء أمس ملتقى (المرأة في ظل المتغيرات الراهنة) في مؤسسة العويس الثقافية بدبي من خلال مشاركة مجموعين من الباحثين والمختصين والمثقفين الإماراتيين والعرب. وعادة ما تعيد مثل هذه الملتقيات طرح التساؤلات ذاتها، ولكن المثير في هذا الملتقى أنه ينعقد في ظروف التغييرات الحاصلة في العالم العربي ، وتهدف إلى تسليط الضوء على واقع المرأة العربية في لحظات التحول التي تشهدها المنطقة العربية، في مختلف ميادين الحياة السياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من المتغيرات التي ناقشتها بحوث اليوم الأول للملتقى.

تغيير الذهنية

ووسط حضور نوعي لافت رحب د. محمد عبد الله المطوع عضو مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بالحضور المتميز. ومن ثم ترأس الجلسة الأولى حيث قدمت د.فاطمة الصايغ عضو مجلس أمناء المؤسسة بحثاً بعنوان (المتغيرات العربية وواقع المرأة) تساءلت فيه: متى ترجع المرأة إلى دورها السابق؟ وأكدت أن الاحصائيات بصدد المرأة متناقضة ، والمرأة بأمس الحاجة إلى تغيير الذهنية الثقافية، حتى التغيير السياسي أدى إلى انتكاسة. هناك وضع متشائم ما بعد الثورات ، ثم قدم د. هاشم الطائي ورقة بعنوان (أضواء على النشاط السياسي للمرأة الخليجية)، مؤكداً خصوصية المرأة في بلدان الخليج العربي. وقرأت الشاعرة هدى أبلان بحثاً بعنوان (المرأة والمشاركة السياسية .. اليمن أنموذجاً)، شرحت فيه أبعاد مشاركة المرأة اليمنية في الثورة، ومبادراتها الطليعية في الثورة.

حوارات ساخنة

تميزت الجلسة الاولى بالنقاشات الساخنة والجادة من خلال مشاركة الجمهور حيث أكدت الباحثة هدى الزين، التي تقيم في باريس بأن المرأة العربية لا تزال تراوح مكانها وهي لم تجن شيئاً من الثورات الحاصلة في العالم العربي في حين حصلت ثلاث نساء عربيات مهاجرات حقائب وزارية في حكومة الرئيس الفرنسي الجديد فرانسوا هولاند. فيما قالت دلال البزري بأنها تشكك في مشاركة النساء في الثورات العربية.

دور الميديا

وفي الجلسة الثانية التي ترأستها أسماء الزرعوني قدمت فاطمة الهُديدي بحثاً بعنوان (واقع المرأة في ظل المتغيرات الإعلامية)، شرحت التشوهات التي تعرضت لها المرأة في العالم العربي من خلال وسائل الاعلام والميديا الحديثة حيث التركيز على الغرائز، ولم تطرح نموذجاً جاداً للمرأة. وتعرض هذا التشويه لسيطرة الثقافة الذكورية التي ما زالت تعشش في الأذهان.

ثم قدمت عفـاف البطاينــة بحثاً بعنوان (المرأة في ظل التراث و المعاصرة) التي أكدت أن المرأة ظلت إما (بين) أو (في ظل) ، وأشارت إلى انه من الخطأ الحديث عن التراث العربي بصورة أحادية ولا عن المرأة بهذه الصورة. وشددت على ضرورة التأسيس للحريات بكافة أنواعها وأن المرأة لم تشهد ثورة معرفية شاملة تعمل على تغيير البنى الفكرية وأن المرأة العربية تسهم في ثورات الربيع العربي شئنا أم أبينا. وقد أثارت أوراق اليوم الأول الكثير من الجدل بين الحضور الذين ساهموا في إثراء الحوار تركز معظمه على حقوق المرأة في المجتمع ومقايسة تلك الحقوق بالمرأة في الغرب ، وتطرق الحوار إلى جوانب أخرى مثل غياب النقد، ودور التراث في نهضة المجتمع وأي تراث تحتاجه المرأة لتعاود لعب دورها كقيمة أساسية في وطنها.