ينظم هذه الأيام في صالة «برو غاليري» الكائنة في منطقة الجميرا بدبي معرضاً بعنوان «الفن الهندي الحديث»، يضم أكثر من 70 لوحة لأكثر من 15 فناناً، حيث يستمر حتى 16 من يونيو الجاري. وأهم هؤلاء الفنانين هم: م. ف. حسين الذي يلقبونه ببيكاسو الهند، ومقبول فدا حسينجاميني، رويالفنان، فرانسيس نيوتن، سوزا رازا، ورام كومار، باكرساداند، ك. ب. برابها، لاكساغوت، ششيترافانومازومدار، أفناشاشاندرا، بيكرسادنداد، ميثا راجول، وغيرهم.

 

مدارس تشكيلية

ينتمي الرسام م. ف. حسين إلى مجموعة من الفنانين التقدميين. وهم رفضوا الفن الوطني لمدرسة بنغال، لأنه كان من شأنه أن يقيد الفن الهندي بمجموعة من القوانين، فخرجوا منها ليعانقوا التيارات الفنية العالمية دون أن ينسوا واقع الهند. وقد عرض الفنان حسين أعماله في معارض أوروبية، اهتم بالسينما الهندية. وقد خاض تجربة الفن التكعيبي بل هو من أوائل من تطرقوا إلى هذا التيار الفني الطليعي في بداية القرن الماضي. والشخصية الثانية هي جاميني روي، ولد في البنغال 1887 من عائلة متوسطة.

وتندرج أعماله ضمن مدرسة كلكتا. وقد درس الرسم في أكاديمية الفنون. وحاز على شهادته في عام 1908. وكان له رأي في المدرسة البنغالية والتقاليد الغربية في الرسم وأراد أن يشق طريقاً خاصاً به. وأعماله موزعة في المتحف البريطاني ومتحف فكتوريا وألبيرت.

 

ملامح الحداثة

وقد مر الفن في الهند بتغيرات هائلة تراكمت في النهاية في شكلها الحالي، وقد جمعت بين مزيج فريد من الأحاسيس من الغرب ومن شتى أنحاء آسيا. كما تتجلى ملامح الحداثة في هموم الفنانين الهنود، وفي طريقة التعبير عن ذواتهم، وربطها بالقضية الوطنية. ومن خلال تحطيم القوالب الجاهزة في الفن، حيث استطاعوا أن ينجزوا أعمالهم التي اعترف بها الغرب. وأكثر هؤلاء الفنانين يعتمدون على التقاليد الإنسانية في الرسم، ولكنهم يحاولون تأسيس رموزهم الخاصة. ففي القرن الواحد والعشرين بدأت مرحلة جديدة، من تاريخ الإدراك بالهند جمع مزيجاً فريداً من الأحاسيس الأجنبية جنبا إلى جنب مع تلقيح حضاري مهجن من داخل البلاد.

مستجدات السرعة

وتقدم الهند اليوم عالما للفنانين نموا في الاختلاف عن خمسين سنة مضت، ففي اقتصاد من أسرع اقتصاديات العالم المختلفة يحل الأحدث محل الجديد بسرعة هائلة. وهذا ما فرض نفسه على الفنانين الهنود ووضعهم أمام مستجدات جديدة. هناك لوحات عديدة تعبر المجتمع الريفي بالهند، مجسدة مشكلة الفقر المدقع في دلالات ورموز واضحة. وبعض الفنانين ارتبطوا بجذورهم.

 

تأثيرات الوسائط

ويحاول المعرض الحالي أن يجمع بين الرسامين الكبار وزملائهم. وبعض اللوحات تأثرت بالوسائط الحديثة مثل الفيديو والكومبيوتر والفوتوغرافيا. ومع بداية العولمة، تأثر الفن الهندي كثيراً بالعصر الحديث ومتطلباته.

وقد نجح الفنانون في تطويع هذه الوسائط في لوحاتهم الفنية. وتعتمد معظم اللوحات على مصادر متنوعة مثل اللوحات والحضارة واليابانية والأساطير الإغريقية والتراث الهندي الشعبي ولكن عكسها بطريقة تجريدية. وتميل بعض اللوحات إلى التأمل الذي يشغل حيزاً من الفكر الهندي المعاصر.

 

تيارات

 

جمعت أكثر من 70 لوحة المعروضة في «برو غاليري» مختلف التيارات الفنية في الرسم الهندي المعاصر، من الرومانسية إلى التكعيبية إلى التجريدية، مروراً بالتيارات الشعبية السائدة في الرسم الهندي القديم. ويمكن القول، إن هذا المعرض يجسد الهند، وتناقضاته بين التقاليد الشعبية القديمة وتيارات الفن الغربي الحديث.