مجلة (بيت الشعر) ستوثق لمرحلة جديدة من الشعر، خاصة أنه لا يوجد مجلة منتظمة تصدر في الإمارات تعنى بأمور الشعر. هذا ما أكده الشاعر حبيب الصايغ، رئيس الهيئة الإدارية لبيت الشعر، خلال مؤتمر صحافي عقد صباح أمس في مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام في مقره في أبوظبي، للإعلان عن إطلاق المجلة، بحضور رئيس تحريرها الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم، ومدير التحرير الشاعر بشير البكر.

 

ثقافة الصحافة

في مستهل المؤتمر أشار حبيب الصايغ إلى إن إطلاق المجلة التابعة لبيت الشعر في أبوظبي، والذي تأسس قبل حوالي السنة والنصف، يتبع في النهاية لفكرة خدمة الثقافة والنهضة الثقافية، كما يضيف إلى التنمية الثقافية في بلادنا، خاصة أن هذه المجلة تعتمد على استراتيجية بيت الشعر في أن تكون دورية متخصصة تعنى بالشعر المحلي والعربي والدراسات والنقد. وأوضح أن المجلة تعكس ثقافة الصحافة، وهي ليست تقليدية، كونها إشارة حاضرة، تنطلق من إبداعات الشعراء، وتوجه إليهم. كما أكد أن المجلة الصادرة عن نادي تراث الإمارات تتجاوز الرصد إلى التفاعل والتوثيق.

 ونوه بأنها ستخصص فقط للشعر الفصيح، فالتخصص مهم، خاصة أن للشعر النبطي أجواءه، ولهذا سنعمل على إصدار مجلة عن الشعر النبطي، خاصة أن هذا النوع من الشعر يحتل مكانة كبيرة في الإمارات. وكشف الصايغ عن أن المجلة ستوزع بشكل نظامي في الإمارات والدول العربية، وذلك بعد أن وجه سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس المركز، بأن تصل إصدارتنا لكل مكان بما فيها العواصم الأوروبية.

الشعر وفنون أخرى

وقال الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم رئيس تحرير المجلة: أردنا منذ البداية أن تكون المجلة مختلفة من حيث الشكل والمضمون، إذ حرصنا على مرونة شكل المجلة. وأضاف: من حيث المضمون حاولنا أن تعرج هذه المجلة على الأدب المحلي والشعر العربي والعالمي، وحاولنا في مجال الزوايا والترجمات أن تكون شاملة كما خططنا لها. وأوضح: في الأعداد المقبلة سنسلط الضوء على بعض الزوايا المعتمة في الساحة الشعرية العربية، ونبرز التجارب الشعرية لشعراء شباب وصغار في السن، لكن لم يحدث أن درست تجاربهم أو تم متابعتها من قبل.

وأوضح بشير البكر مدير التحرير: عملنا بمنطق الصحافة الثقافية، وإن اهتمت الصحف عادة بالشعر، لكن يبقى اهتمامها جامداً. وأضاف: نسعى أن نخلق علاقة جديدة بين الشعر والقارئ الذي لم نختار أن يكون نخبوياً فقط، وهو ما يميزها عن المجلات السابقة التي خاطبت النخبة. وأشار: عملنا على مبدأ ربط الشعر بجماليات الفنون البصرية الأخرى.

العدد الأول

يضم العدد الأول من المجلة ملفاً خاصاً بالشاعر الراحل أحمد راشد ثاني، وفيه قصائد من ديوانه الأخير الذي لم يُنشر بعد، وحوار مع الشاعر أنسي الحاج، إلى جانب باب بعنوان (الشعر) ويدور حول الشعر والتجربة الشعرية. وأنجز الشاعر تحسين الخطيب من فلسطين ملفاً عن الشعر التركي المعاصر من اختياره وترجمته وتقديمه، إلى جانب هذا ضمت المجلة عدداً من قصائد لشعراء عرب وإماراتيين، وعدداً من التحقيقات والمقابلات الصحافية، والعديد من الأبواب الأخرى التي يتقاطع فيها الشعر مع الفنون الأخرى، كالتشكيل والسينما والرواية وسواها.