ما الذي يدفع شابا جامعيا إلى صعود خشبة المسرح؟ وما الذي يغريه فيها؟ هل هي الأضواء أم بريق الشهرة أم الرغبة في توصيل رسالة ما؟ أم أن المسألة لا تتعدى كونها سحابة صيف وتمر في حياته وتتحول إلى ذكرى من ذكريات مرحلة جميلة في حياته؟ ثم ما مقومات نمو هذه الهواية في حال توفرها لدى هذا الشاب الجامعي؟
أسئلة عديدة تطرح عندما يتعلق الأمر بتجربة لا تزال تحاول أن تشق طريقها إلى عالم الفن والتمثيل، حيث تشي طبيعة الأمور بعدم ضرورة وصول الجميع إلى النهايات، فالبعض قد يتوقف منذ البداية والبعض الآخر قد يقطع جزءا من المسافة وثمة آخرون ممن يصلون بالتجربة إلى نهاياتها خاصة إذا توفرت مجموعة من العوامل الضرورية لذلك على غرار مسابقة مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي، الذي اختتم مؤخراً، والذي بلا شك يضع بين أيدي هذه الشريحة الاجتماعية وهي في مقتبل العمر، إمكانيات لا يستهان بها لجهة الدعم والتدريب وإتاحة الفرصة لظهور مواهب الشباب.
هواية وصدف
حمدة أحمد لوتاه من كلية العلوم تخصص (بيوتيكنولوجي) ولجت عالم التمثيل من باب الهواية، حيث صادف أن أرسل المسرحي باسم داود، رسالة إلكترونية يطلب فيها ممثلين فوجدت في ذلك فرصة لممارسة هوايتها وهكذا بدأت المشوار بالمشاركة في تدريبات مسرحية "من ذاكرة الغربة والرحيل" المأخوذة عن مسرحية "أحلام مسعود للراحل سالم الحتاوي وإخراج داود نفسه وإنتاج جامعة الشارقة، بعد أن نافستها على لعب دور خزينة خطيبة مسعود طالبة أخرى، وبعد أن صعدت على خشبة حقيقية بلا وجل وأدت دورها بنجاح أمام جمهور حقيقي وأحست بدفء تلك الخشبة، ها هي تعرب عن رغبتها في مواصلة المشوار، لا بل إنها حصلت فعلا على دور ثانٍ لها مع فرقة جامعة الشارقة التي عرضت مسرحية "روما تحترق" في اليوم الأول للمهرجان، فبعد أن رأوا أداءها دعوها للمشاركة معهم.
المرة الأولى
عبدالله حسن طالب يدرس في كلية الهندسة المدنية واسمه يظهر في قائمة الممثلين في مسرحية "من ذاكرة الغربة والرحيل"، أكد بدوره أن هذه هي المرة الأولى التي يصعد فيها إلى خشبة المسرح، وهو يقول عن هذه التجربة الأولى إنها كانت تشبه البروفات وأنه لم يشعر بأي فرق بين التدريب والعرض، وقد دخل إلى عالم التمثيل بعد أن اختبره مخرج العمل وأعجب بأدائه، لكن عبدالله لن يمارس هواية التمثيل بعد التخرج من الجامعة، حيث يفضل ممارسة الهندسة لأنه لا يستطيع الجمع بين الهندسة والتمثيل في آن إلا إذا سنحت له الفرصة لممارسة التمثيل الذي يعتبره مجرد هواية تحتاج إلى الموهبة والتدريب.
شغف بالتمثيل
أما عاصم سليمان العميري طالب سنة ثانية في كلية القانون جامعة الشارقة، فقد لعب دور البطولة في المسرحية وجسد دور مسعود، وهي أول تجربة له في التمثيل وهو يقول إن هذا العرض جاء ثمرة فترة تدريب استغرقت نحو شهرين ونصف الشهر تخللها ظروف صعبة، أما كيف وصل إلى الخشبة، فإنه يوضح أنه بادر بنفسه وذهب إلى مخرج العمل وطلب منه المشاركة فوافق وأعطاه هذا الدور الحيوي، ويضم عبدالله صوته إلى صوت غالبية زملائه الراغبين في مواصلة المشوار الفني على الخشبة، التي أعرب عن حبه لها وللتمثيل، موضحا أن التمثيل يختلف من شخص يتدرب ويؤدي دوره وشخص آخر يحب التمثيل ويتدرب في الوقت نفسه.
أجواء
بعض الطلاب دخلوا عالم التمثيل بتأثير من زملاء لهم على غرار عامر مواس وطالب آخر من كلية الهندسة المدنية، يقول إنه دخل بدوره إلى عالم التمثيل بعد أن طرح عليه الفكرة زميله عبدالله حسن الذي شجعه مستعينا بجماليات أجواء العمل المسرحي التي وصفها بالأجواء الحلوة، وكان الدور الشاغر دور المهرج في مسرحية "من ذاكرة الغربة والرحيل"، الذي عرض عليه فوافق على أدائه.

