ابتكر الفنان الألماني يودو روتسمان، ضمن محاولته رصد مسارات الحركة التي تحدث في الطبيعة وترجمتها إلى أعمال فنية بأبعاد ثنائية أو ثلاثية، لغتَه البصرية الخاصة، التي تتميّز بجمعها بين الشكل ببساطته والفكرة التجريدية بتفسيرها المعقّد، وذلك في معرض بعنوان «مسارات الحركة» من خلال تقديم مجموعة من اللوحات تشرح هذه العملية، ينظم هذه الأيام في غاليري موغو الكائن في السركال بدبي. ويستمر حتى 7 من يونيو المقبل.

قصائد فنية

مما يثير في هذه التجربة أنه قام بتنفيذ لوحاته مع مجموعة من طلاب وطالبات جامعة زايد، حيث عملوا سويا لابتكار عمل موحد في أماكن منفصلة في الجامعة. وتم عرضها في الغاليري المذكور بل شرح الفنان الألماني كيفية صياغة هذه اللوحات. ويدعو روتسمان الناظر إلى أعماله الفنية لمتابعة ورقة تتلاعب بها الرياح، أو مويجات دائرية تتحرك عند إلقاء حجر في الماء، أو حتى كثبان رملية متحركة في الصحراء، من خلال لحظات تتداخل فيها الفيزياء مع مخيّلتنا، ويغلّف فيها الفنّ متغيّرات علمية، إنها مسارات على وقعها تُبتكر قصيدة فنّية حركية لا نظير لها، وهي اللوحات التي تعتمد على الدقة البصرية، ومزج الواقع بالخيال.

ممارسات يودو

تلمّس أثر ممارسات يودو في النحت والمعمار في كلٍّ من حياته ومخططاته وموهبته الفنية من جهة، والاستخدام المتسم بالوعي للمواد وطريقة معالجتها من جهة ثانية، ما ينجم عنه أعمال تتحدانا أن نتوقّف عندها لنتأمل في أحداثٍ عادةً ما نعتبرها من المسلَّمات، ونستعرضها بعين فنان مرهف ذي أسلوب واضح وجذّاب. ولكن تركيز الفنان على تفاصيلها وتكويناتها المستمدة من الطبيعة هو المحرك الأساسي لكل فن.

مبادرات فنية

شارك الفنان يودو روتسمان على مدى السنوات الثلاث الماضية في عدد من المبادرات الفنية في الإمارات، مع الطلبة والطالبات الإماراتيين، وهي مشروعات فنية ذات صبغة تاريخية. الجدير بالذكر أن صالة غاليري موجو جديدة في الساحة الفنية بدبي، إذ افتتحت في 2009 بمنطقة القوز من خلال تركيزها على المعارض التي تتناول موضوعات ومفاهيم معاصرة في الفنون الجميلة والتصميم، كما أنها تشجع المواهب الراقية والصاعدة على حدٍ سواء من خلال المعارض الفردية والجماعية.

ويقدر موغو غاليري الفنان الألماني يودو روتسمان على أصالته وإبداعه وروحه الفنية الفريدة التي تعكس تصور عمقة لحالة الطبيعة في حركتها وتحولاتها بشكل فني رائع وبأسلوب فني متميز.

وقد نظمت ورش العمل لذلك المشروع جامعةُ زايد، بدعم من مؤسسة أبوظبي للموسيقى والفنون. ويمكن الاطلاع على هذه الأعمال معروضة بصورة دائمة.