اعتمد الباحث المغربي الدكتور يوسف ناوري، على تجارب بيوت الشعر التي عرفتها البلدان العربية في العقدين الأخيرين مدخلا لمساءلة القضايا الشعرية. وذلك خلال محاضرته التي نظمتها هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، مساء أول من أمس في قاعة المحاضرات بالمسرح الوطني. تحت عنوان "المؤسسة والشعر، بيوتات الشعر في الوطن العربي هل ساهمت في حل أزمة الشعر؟" إذ قال في مستهل محاضرته: إن كان مفهوم المؤسسة يعني طريقة في تنظيم الوجود (الجماعي) وبناء العلاقات، فهي أيضا عتلة التغيرات الطارئة على الذوات والخطابات، أي على العلاقات المتبادلة داخل الجماعة ومعها. ومن ثمة فإن تأثيراتها على الشعر العربي في تاريخه وراهنه.

رهانات

رأى ناوري: أن الرهانات بدت كبيرة من خلال النموذج الذي رسخته قيم ثقافية ورؤى فنية. إذ تجلى النموذج الشعري الأول عند العرب في طرق بناء القصيدة (الوزن العروضي، عمود الشعر، أنماط الخيال..) وهو ما حمل إليها بذور الصراعات وأسباب التطور والتغيير. وأضاف: عاش الشعر العربي ضرورة المؤسسة من خلال الوظائف الفاعلة في الاتصال والاعتراف الشعري، وفي اشتغال الذاكرة وسلطة الاختيار بين النماذج التي مارستها مؤسسات شعرية نقدية، وأخرى ثقافية وتربوية إلى حدود ظهور تجارب الشعر العربي المعاصر.