لبهلول وجوه عدة، فهو ماكر مرة ويمتهن أساليب الخداع في مرات أخرى، بينما يظهر في أوقات مختلفة بأنه يجمع بين البساطة والعفوية، وهو بكل ما فيه ضعيف أمام زوجته "الخنساء" والتي تسيطر عليه بطريقة ملفتة. و"بهلول" هو بطل المسرحية التي استضافها مساء أول من أمس مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام على خشبة مسرح أبوظبي.
نص متجدد
إنه العرض الثاني بعد أن قدم مسرح بني ياس، مسرحيته هذه خلال أيام الشارقة المسرحية، وهي من تأليف جمال سالم، ومن إخراج الدكتور حبيب غلوم الذي تحدث عن هذا التعاون لـ "البيان" قائلا: أنها المرة الأولى التي أتعاون فيها مع سالم، في نصه القديم المتجدد، فالنص كتبه سالم قبل 17 سنة، وهو يتكلم فيه عن فترة معينة، ولكنه جدد في كتابته. وأوضح: أرى أن النص متجدد وحولنا فيه بما يتناسب مع العصر، وهو يتكلم عن الإنسان البسيط بهلول، ومترادفاته في الثقافة الإنسانية، بهلول الذي تجعله الناس يلبس قناعا آخر، ويلعب اللعبة ولكنه يلعب بحسابات الناس الآخرين.
وأشار غلوم: آخر مرة أخرجت فيها عملا مسرحيا، كان بعنوان "المهاجر"، وكان ذلك منذ أربع سنوات، لكن لا غنى عن المسرح، ومن هذا المنطلق تعاونت مع مسرح بني ياس بهدف التركيز على إمارة متطورة مثل إمارة أبوظبي.
صعوبات
وعن الصعوبات التي واجهته أثناء العمل أوضح غلوم: هناك صعوبات كثيرة، حاولنا أن نتجاوزها، فعلينا أن لا نقف أمام صعوبات شكلية، لا تعود بقيمة فنية وفعلية للعمل.a أقنعة
الأقنعة محور هام في المسرحية إذ يتعرض بهلول للسرقة من قبل ثلاثة رجال، ويأخذونه إلى القاضي، الذي يحكم عليه بإلباسه قناعا يخفي وجهه الحقيقي، فينتحل شخصية التاجر الآخر الذي جعله قريبا من الطبقة العليا. ليكتشف ويفاجأ بطبيعة هذه الطبقة، وأخلاقياتها. مما يجعله شاهد عيان عليها، وعلى المؤامرة التي تحاك ضد الوالي. لندرك أن القناع الذي ارتداه بهلول يكشف الخداع.
