«مبادرة» و«جائزة أحمد راشد ثاني»، مشروعان أطلقهما الشاعر والباحث أحمد محمد عبيد، مرة واحدة، يسعى الأول إلى البحث عن المواهب والطاقات الإبداعية الشابة في الإمارات. وقد دشنت ذلك بصدور أربع مجاميع للكتّاب من الشباب والشابات: «عزلة» لنجاة الظاهري، «شعر» و«صمت وبرق» لعائشة العبد الله، «شعر» و«حقائب السفر الفارغة»، «قصص» لمنى خليفة الحمودي، و«جثمان حب»، «رواية» لآمنة أحمد الشحي. أما مشروعه الثاني «جائزة أحمد راشد ثاني» فيتركز على تشجيع البحث في مجال الثقافة الشعبية والشفاهية بالنسبة للباحثين الشباب والشابات. «البيان» التقته وسألته عن طبيعة هذين المشروعين:
ما طبيعة مشروع «مبادرة»، هل يقع ضمن توجهات رسمية أم شخصية؟
في الحقيقة، أعلنت عن هذه المبادرة قبل عامين أو ثلاثة أعوام في الإعلام والصحافة، حيث لاقت قبولاً كبيراً سواء في قطاعات الثقافة الرسمية أو الخاصة. وفي نظري، هي جزء مكمّل للمبادرات الرسمية وغير الرسمية الأخرى الداعمة لتبّني الأدباء الشباب ممن ينشرون للمرة الأولى.
وأكثر هذه الشريحة هم من طلبة الجامعة والخريجين. وهناك مبادرات سابقة في هذا المجال، منها مشروع «قلم» لهيئة أبو ظبي للثقافة والسياحة، ومبادرة «إبداعات شابة» لوزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، و«إشرافات» لدائرة الثقافة والفنون في الشارقة.
أعتبر مبادرتي مكمّلة لهذه المبادرات وتعنى بمن لم تسمح لهم أو لهن فرصة التواصل مع المبادرات السابقة. وبعض هؤلاء ممن نشرت لهم أصحاب مدونات ثقافية، وبعضهم الآخر لهم صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي ذات طابع أدبي متجدد. فكان لي شرف الاطلاع على بعض من النتاج الأدبي لهؤلاء وتسلُّمه للنشر، وعرضه على محكّمين وقراء فاحصين للاطلاع من أجل البحث عن مشروع أديب ضمن مخطوطته الأولى.
لماذا لا تسعى إلى نشر هذه الكتابات في دار نشر إماراتية ناشئة تدعى «كتّاب» لصاحبها جمال الشحي؟
هذا أمر يستحق المتابعة. التقيت بجمال الشحي في معرض الكتاب الأخير في أبوظبي، وسّرني حضوره وإصداراته ومشاركاته وفاعليته. ولا يوجد مانع من التعاون مع دار نشر إماراتية صاعدة، تحمل الكثير من روح الشباب حسب مصالح الأطراف الثلاثة: الناشر وراعي المبادرة ودار«كتّاب».
ــ هل تجابهون مشكلة التوزيع في هذه الإصدارات؟
ـــ بالطبع. خلال أيام سأسلم هذه المادة المطبوعة إلى وكيل توزيع محلي. بالإضافة إلى جهدي الشخصي في توزيع جزء من هذه المادة وإهدائها إلى رجال الإعلام والصحافة من أجل دعم هذه الإصدارات.
ـــ كيف يتم اختيار النصوص التي تنشرها ضمن مبادرتك؟
ـــ يبحث راعي المبادرة عن أي مشروع أدبي يتوفر فيه نبض يشير إلى موهبة حقيقية، قد يكون لها شأن في المستقبل، أو قد تتحدث عن نفسها إن أتيحت لها ظروف النشر والانتشار مستقبلاً من خلال المخطوطة الأولى، على اعتبار أن هذه المخطوطة لأي كاتب قد تكون حافلة بالأخطاء، أو عدم إجادة تقنيات الكتابة الفنية. قد التفت إلى مسألة توازن الفكرة مع جمالية النص، دون إغراق الكتابة في الابتذال، وخاصة الروائية والقصصية منها. ونحن نهتم بالكتابات التي تطرح رؤية شبابية للحياة، من خلال إدخال الأنماط الكتابية الجديدة التي دخلت إلى عالمنا، كالعالم الافتراضي والشبكة العنكبوتية وغيرهما. لا بد من الاهتمام بنظرة جيل الشباب ورؤيتهم للأدب والإبداع.
ـــ هل تركز مبادرتك على نشر كتابات المواطنين والمواطنات، أو يمكن نشر نصوص للكتّاب والكاتبات العرب؟
ـــ يجب أن أقول إن هذه المبادرة مخصصة للكتّاب والكاتبات الإماراتيات بالدرجة الأولى. النيّة موجودة في نشر كتابات العرب إن وجدنا لها مسوقاً، أي ما لم تكن منشورة في العالم العربي.

