خرجت الفنانة الإماراتية نجاة مكي من اللوحة ذات الزوايا الأربع، إلى اللوحة الدائرية، ورسمت مواضيع مزجت فيها بين رؤيتها الفلسفية والفنية، إذ قالت: مشروع الدائرة تجسيد لما بين الحياة والموت. واللوحات الدائرية توسطت لوحاتها الأخرى المربعة والمستطيلة، ذات الأحجام الكبيرة، من خلال معرض نظمه مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام، في فندق قصر الإمارات في أبوظبي، وافتتحه مساء أول من أمس الشاعر حبيب الصايغ مدير عام مركز سلطان بن زايد، بحضور عدد من جمهور الفن.
تباين
ضم المعرض 25 لوحة، منها ما رسمته الفنانة في العام 2012 ووراء كل لوحة منها رؤية وهدف، سخرت له مكي ألوانها المميزة والتي جاءت صريحة، في بعض الأحيان، وأحياناً أخرى نتجت عن مزج عدد كبيرة من الألوان، على سطح اللوحة مما يكشف للمشاهد إنها تجربة لونية مدهشة، عكست أفكار الفنانة، عبر مسيرتها الطويلة، والأفكار جاءت متدفقة تدفق الحياة، تسيدتها المرأة، والصحراء، والبحر، ولكن بطرق متنوعة، قالت مكي: ركزت في إحدى لوحاتي على التباين ما بين المرأة العاملة التي تصارع الوقت، وبين امرأة تجلس في البيت وتمضي وقتها في التزين والاهتمام بنفسها.
اختيارات نساء
وبذات الأسلوب الرمزي الذي لم تركز فيه الفنانة على التفاصيل، رسمت بقايا اختيارات النساء في محل الأقمشة حيث تتكدس بكل ألوانها وزخارفها. واتجهت في لوحات أخرى إلى استحضار المرأة بلباسها التراثي، أوضحت مكي: ميزت الملابس القديمة تطريزات التلي، والآن عادوا من جديد إلى هذه النوع من الأزياء.
بحر وصحراء
حين ابتعدت نجاة مكي عن موضوع المرأة اقتربت من ثنائية البحر والصحراء، أي ما يميز البيئة المحلية، قالت عن إحدى اللوحات الدائرية التجريدية: إنها حركة أسراب السمك في القاع. بينما أوضحت سر طغيان الأزرق في لوحة دائرية أخرى قائلة: ذات مرة كنت في كوريا وهناك كانت تلك المسافة بين المحيط والسماء لا تتضح فالألوان متداخلة، فجاءت لوحتي إسقاط لكل ما شاهدته.
واستمرت الفنانة بالغرف من ذلك العمق السحيق بكل ما فيه من قواقع وكائنات، لتقدمها من جديد بحرفية فنانة تعرف متى وأين تبدأ وتنتهي لمسة فرشاتها، المشبعة بألوان شكلت تاريخ مكي المتجدد، تجدد الفن. وبألوانها التي وصفها أحد النقاد بأنها "فسيفساء بصرية" رسمت مكي من وحي الصحراء ومن فلسفتها أيضاً، وفي لوحة فيها من الإيقاعات الموسيقية البصرية يمكن تفسير ما يدور فيها عن بعد فقط عنها. قالت كلما نبعد نرى بوضوح أكثر كل الموجودات.