تكشف العروض اليومية لمهرجان المسرح الجامعي في دورته الثانية المقامة حاليا على مسرح جامعة الشارقة عن المزيد من الطاقات والمواهب الطلابية المسرحية، خصوصا في مجال التمثيل، فعلى مدى ايام العروض، صار واضحا ان هناك شريحة من الممثلين الواعدين، الذين استطاعوا ان يقدموا ادوارا محكمة ومتقنية في مسرحياتهم. الامر الذي اشعل فتيل الحوار بين المسرحيين انفسهم والذين يتابعون تلك العروض.

المخرج حسن رجب قال من جانبه: ان الدورة الثانية من مهرجان المسرح الجامعي هذا العام تكشف عن مستوى جيد من العروض التي يقدمها طلبة وطالبات الجامعة، هذا بالاضافة الى مستوى التمثيل، الامر الذي يجب الالتفات اليه، خصوصا وان هؤلاء الطلبة الذين يغيبون عن الساحة المسرحية بسبب انشغالهم بالتعليم والدراسة، بالامكان ان يصبحوا اعضاء في الفرق المسرحية الاهلية في الدولة.

وانهم بمزيد من التدريب، بالامكان رعاية مواهبهم وصقلها. اما سالم باليوحة مدير ادارة المشاريع بهيئة دبي للثقافة والفنون، فقد قال هو الآخر: ان الساحة المسرحية، وخصوصا في ما يخص قطاع الشباب، تحتاج الى هؤلاء الهواة الذين يتمتعون بقدر جيد من الثقافة والعلم، ان هذا الوعي مهم وضروري للمسرحي الشاب، واعتقد انه بالامكان جذب هذه الطاقات الشابة الى مهرجان دبي لمسرح الشباب، اذ على الفرق الاهلية استيعابهم في صفوفها من اجل ذلك.

على الجانب الآخر قدمت جامعة الجزيرة بدبي، أول من أمس، مسرحية "الثالث" من تأليف الكاتب المسرحي عبدالله صالح ومن اخراج المخرج الشاب عيسى كايد، وتمثيل كل من: احمد خميس، حمد الضنحاني ومحمد ابوسلطان.

وتعتمد مسرحية "الثالث" على ثلاثة ممثلين، يلتقي اثنان منهم في محطة قطار، وخلال ساعات الانتظار الطويل، تنشأ بينهما تجاذبات واختلافات في التوجهات والآراء. الا ان احدهما يشك في ان الآخر ينوي تفجير محطة القطار عن طريق قنبلة يحملها في حقيبة. وينشأ عن هذا الشك خوف يبتلع احدهما لدرجة انه يبدأ يكيل للآخر السباب والاتهامات، ومن خلال تلك الحوارات المتصادمة، يكشف النص عن اطروحته حول الإرهاب بشتى أنواعه، وقد استطاع عرض "الثالث" وممثلوه الثلاثة، وعبر اتقان ادائهم والتعبير عن حالاتهم الداخلية، ان يجتذبوا انتباه المشاهدين اليهم، الامر الذي قوبل في نهاية العرض بتصفيق حاد من المشاهدين.