احتفى مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام مساء أمس الاول باليوم العالمي للكتاب بندوة علمية حملت عنـوان ( الكاتب والكتاب) شارك فيها كل من سيف الجابري مدير ادارة البحوث بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي و نجيب عبد الوهاب أحمد الفيلي استاذ الحقوق بجامعة الامارات وذلك في مقر المركز في أبوظبي. حضر الندوة حبيب الصايغ مدير عام مركز سلطان بن زايد للثقافة
والاعلام وفضيلة الشيخ السيد علي الهاشمي مستشار الشؤون الدينية والقضائية في وزارة شؤون الرئاسة و د. سعيد محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية وجمع من المهتمين واساتذة الجامعات والطلاب والاعلاميين.
في بداية الندوة ثمن سيف الجابري ونجيب عبد الوهاب احمد الفيلي رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس المركز للثقافة والكتاب خصوصا ..منوهين بمبادرات سموه إصدار عدد من الكتب وتحقيق أخرى وتوزيعها مجانا على الجمهور .. وقالا إن المركز وبفضل توجيهات ورعاية سموه أصبح اليوم منارة علمية ترنو إليها الأعين كاشفين أنه (يوجد ما يزيد على 20 مليون مخطوطة عربية مبعثرة بين أيدي الأفراد تحتاج الى الجهد لجمعها لانها تشكل ثروة فكرية هائلة ) ، واستهل الجابري الندوة بورقة عمل أكد في بدايتها اهمية القراءة قائلاً: إن القراءة غـذاء العقول ونهضة الشعوب وزاد الروح ويضمن الكاتب لعمره بعد خروجه من الدنيا عمرا جديدا، لأنه ينقل محتوى كتابه عبر الأجيال لتصنع فكرا، وتغرس قيما.
وجاءت الندوة التي أدارها الإعلامي حامد المعشني بعنوان (الكاتب والكتاب) بمناسبة يوم الكتاب العالمي وحقوق المؤلف، واعتمد فيها المحاضران على الكثير من الأبيات الشعرية، أو الاتجاهات العربية القديمة التي توضح أهمية الكتاب، وبالتالي مؤلفه.
الأثر الخالد
قال الدكتور سيف الجابري: القراءة غذاء العقول، وزاد الروح وهي أثمن الكنوز، لذلك نتحدث عن صاحب الكتاب، الذي قد نقرأه لأنه مؤلفه. وأشار: لابد علينا أن نقف قليلا لنخصص لذلك الشخص الذي سهر لياليه لينهض بالأمة، وكما قيل في الأمثال: (ما بنته الأقلام لا تستطيع على درسه الأيام" ونقول: كل مؤلف ضمن علمه دفتي كتاب، فقد خلد أثره وأبقى علمه، ودعا الجابري إلى صناعة الكتاب الجيد، وقال: يجب زيادة أعداد الكتب، وتحسين جودة المادة المقدمة عبرها، كما ندعو إلى صناعة الكاتب الجيد، وصناعة الباحث الكفء.
وأضاف: نتساءل كم عدد المؤلفين؟ وكم عدد المثقفين؟ وكم عدد حملة الماجستير، والدكتوراه، وعدد الشعراء والأدباء، وقائمة طويلة تحتاج إلى وقفة ومساعدة، وإلى تشجيع ودفع للأمام، وتحتاج إلى تنمية المواهب ودعم الإبداعات ، وأخيرا وجه الجابري تقديره لكل جهة تبنت نشر كتاب، لم يتمكن صاحبه من نشره، أو توزيعه، أو توصيله للراغبين فيه، وكل كاتب تحمل عبء إخراج كتابه لتنتفع به الأمة، فهناك أعداد كبيرة، وعلوم كثيرة لم يكتب لها الظهور.
دعوة فكرية
وتحدث نجيب عبد الوهاب الفيلي عن مدرستين في التاريخ العربي في الكتابة وطريقة التعبير والتعامل مع الآخرين، وهما كما قال: مدرسة ابن حزم الأندلسي، وابن قيم الجوزية، ومدرسة ابن حزم لم تلقَ قبولا كبيرا، بعكس الجوزية الذي كان يشرح كتبا عظيمة وإن تلمس اختلافا فيها، كان قادرا أن يتلمس العذر لمؤلفها. ويدافع عنه دفاعا مستقيما. ثم تناول الفيلي ما حدث للتراث الفكري من دمار في بغداد، والدمار الذي يحدث الآن في العصور الحديثة، وأشار: إلى وجود ما يزيد على عشرين مليون مخطوطة عربية من كل العلوم، موجودة بشكل كبير بين أيدي الأفراد، واقترح قائلا: يجب أن توجد جهة تتدارك الأمر، خاصة في ظل توفر وسائل التصوير الرقمية الحديثة.
