لا يزال الكتاب يتربع على عرشه، نافيا كل ما يقال عن ان الشعب العربي لا يقرأ، هذه الجملة ليست ضربا من التسويق للكتاب، او بداية لجدل حول شعبية الكتاب مقارنة بالانترنت والوسائل الحديثة، فنظرة سريعة، في معرض ابوظبي للكتاب الذي اختتم فعالياته أمس، كفيلة بأن تثبت ان الكتاب عاد ليثبت انه الابقى، وان تلك التقنيات بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في خدمة الكتاب بشكل كبير على عكس المتوقع.

وفي جناح دار كتّاب الإماراتية، والتي تشهد نشاطا ملحوظا منذ بداية المعرض، حضر العديد من الشباب الإماراتي الى جناح الدار التي تبنت إبداعاتهم لأجل التوقيع على كتبهم واللقاء بالجماهير التي توافدت لذلك الغرض، ومنذ الوهلة الأولى يلفت الانتباه الجمهور المحتشد في المكان، ليس الزحام ما يلفت الانتباه وحده، بل التوليفة المركبة بين الحضور، فهم من كافة الجنسيات يتعارفون فقط عن طريق (تويتر) او (الفيس بوك).

مواقع التواصل الاجتماعي لم تعد (للتواصل البحت) فقط، بل ساحة للجدل والنقاش وتبادل الآراء والتعليق على الأخبار أولا بأول، إضافة الى انها تمكن مستخدميها من توظيفها لمصلحتهم، من خلال الإعلان عن كتبهم وموعد توقيعها، ونتيجة لذلك، توافد الكثيرون الى معرض الكتاب تلبية لدعوة من أصحاب (الكترونيين)، يؤكد ذلك الروائي والشاعر سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر في هيئة ابوظبي للثقافة والسياحة، الذي كان يوقع مجموعته القصصية (الصفحة 79 من مذكراتي) ويقول: (لاحظت بالفعل اقبالا واسعا من جيل الشباب، يعود ذلك لمواقع التواصل الاجتماعي التي باتت نافذة لتعريف الشباب بالإصدارات الجديدة والأسماء، فيأتون للمعرض للبحث عن تلك الكتب والتواصل مع كتابها والتعرف اليهم عن قرب).

وأشار الى ان الشباب باتوا يأتون الآن الى المعرض وهم مدركون تماما ما يريدون اقتناءه وقراءته، ولم يعد الحال كالسابق، اذ كان معظمهم يذهب للمعرض للسؤال (ما الجديد؟) ويقومون بشرائه بناء على اقتراح ورؤية أصحاب دور النشر، مؤكدا في الوقت ذاته ان 80% ممن حضروا توقيع كتابه اتوا نتيجة لإعلانه عن ذلك عبر (تويتر).

يشاركه الرأي يوسف النعيمي الذي يشير الى ان (تويتر) جعل العلاقة بين الكاتب والقارئ، علاقة (مباشرة)، مؤكدا في الوقت ذاته ان عودة الكتاب الى مكانته يعود ايضا للدعم الحكومي لدور النشر بشكل عام وللكاتب الاماراتي بشكل خاص.

من جانبه اشار الكاتب خالد السويدي الذي كان منهمكا في توقيع كتابه (بطل من ورق) وتبادل الحديث مع من لا يعرفهم الا من خلف الكيبورد، الى ان 70 % ممن حضروا توقيع كتابه واقتنوه هم من متابعيه على (تويتر)، مؤكدا ان على الكاتب ان يستخدم هذه التقنيات لصالحه وللاستفادة منها في نشر نتاجه والحديث عنه ايضا.