شهد سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، مساء أمس، حفل توزيع جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها السادسة، بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، التي ستطلق في دورتها المقبلة فرعاً جديداً للثقافة العربية في اللغات الأخرى. حضر الحفل معالي محمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والشيخ زايد بن سلطان بن خليفة آل نهيان، ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ومبارك حمد المهيري، مدير الهيئة، والدكتور علي بن تميم الأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب، وحشد من الكتاب والمثقفين.
تكريم الفائزين
كرم سمو الشيخ هزاع بن زايد الفائزين بالجائزة في دورتها الحالية، وهم الفائز بفرع أدب الطفل الكاتب عبده وازن عن روايته (الفتى الذي أبصرَ لون الهواء). وليلى العبيدي الفائزة بفرع المؤلف الشاب عن كتابها "الفكه في الإسلام". والفائز بفرع الترجمة الدكتور محمد الحبيب أبو يعرب المرزوقي من تونس عن ترجمته لكتاب الفيلسوف الألماني إدموند هوسرل "أفكار ممهدة لعلم الظاهريات الخالص وللفلسفة الظاهراتية".
كما كرم سموه الدكتور شاكر عبدالحميد الفائز بفرع جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الفنون عن كتابه "الفن والغرابة/ مقدمة في تجليات الغريب في الفن والحياة". وفي فرع أفضل تقنية في المجال الثقافي فازت "مدينة كتاب باجو" الكورية، وتسلم الجائزة من سموه رئيس مجلس إدارة المدينة كي يونغ يي. أما في فرع النشر والتوزيع فقد فازت دار "بريل للنشر" الهولندية، وتسلم الجائزة هيرمان بريبووي. وفي فرع شخصية العام الثقافية مُنحت الجائزة هذا العام إلى "منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو"، وتسلم الجائزة إريك فولك نائب مدير اليونسكو.
وكان الحفل قد استهل بعرض فيلم عن جائزة الشيخ زايد للكتاب، ودور الكتاب في إثراء المشهد الثقافي العربي والعالمي، وتحدث الدكتور علي بن تميم، عن أهمية الجائزة قائلا: إن الجائزة تحمل اسم المغفور له الشيخ زايد، وتتقدم نحو العالمية بخطىً واثقة، لتكون في مصاف أرقى الجوائز وأكثرها تميزا، منطلقة من منظومة القيم الإنسانية الرفيعة، والرؤية الحضارية المبدعة، والبحث العلمي الخلاق، وأضاف: تسعى الجائزة لتكريس مفاهيم الانتماء والحرية المسؤولة، حين نتأملها نكتشف طاقاتها الفاعلةَ في بناء الإنسان، وتكريم المبدعين والمؤسسات الثقافية.
توصيف فروع الجائزة
وأوضح مبارك المهيري أن الجهود تضافرت بناء على توجيهات معالي الشيخ سلطان بن طحنون بضرورة إعادة النظر، في ما من شأنه أن يواكب المتغيرات في الساحة المعرفية العربية والعالمية، ومن هذا المنطلق وعلى رغم وضوح الرؤية في فرعي الآداب والفنون في الجائزة، إلا أن الفصل بين الأعمال الإبداعية والنقدية بدا ضرورة مهمة، ولذلك تم تحديث توصيف فرع الآداب ليشمل "المؤلفات الإبداعية في مجالات الشعر، والمسرح، والرواية، والقصة القصيرة، والسيرة الذاتية، وأدب الرحلات، وغيرها من الفنون".
وأضاف: تغيير مسمى وتحديث توصيف فرع الفنون ليصبح المسمى الجديد: "جائزة الشيخ زايد للفنون والدراسات النقدية"، ويشمل "دراسات النقد التشكيلي، والنقد السينمائي، والنقد الموسيقي، والنقد المسرحي، ودراسات فنون الصورة، والعمارة، والخط العربي، والنحت، والآثار التاريخية، والفنون الشعبية أو الفلكلورية، ودراسات النقد السردي، والنقد الشعري، وتاريخ الأدب ونظرياته".
وأضاف المهيري: ارتأت الجائزة دمج بعض الفروع بغية تفعيل المشاركة أكثر، وقررت دمج فرعين من فروعها وهما فرع جائزة الشيخ زايد للنشر والتوزيع، وفرع جائزة الشيخ زايد لأفضل تقنية في المجال الثقافي في فرع اتخذ اسم: "جائزة الشيخ زايد للنشر والتقنيات الثقافية"، والذي "يُمنح لدور النشر والتوزيع الورقية، ولمشاريع النشر والتوزيع والإنتاج الثقافي؛ الرقمية، والبصرية، والسمعية، سواء أكانت ملكيتها الفكرية تابعة لأفراد أم لمؤسسات"، لكي تكون الفرصة متاحة أكثر لاستقبال الترشيحات أو النظر في ما يمكن ترشيحه للفوز بهذا الفرع المستحدث.
وأعلن المهيري: ابتداء من الدورة السابعة، قررت الجائزة تعديل توصيف فرع جائزة المؤلف الشاب، وإعطاء المنجز الجامعي (الأكاديمي) فرصة المشاركة بالترشح للجائزة من خلال هذا الفرع الذي أصبح توصيفه يشمل: "المؤلفات في مختلف فروع العلوم الإنسانية، والفنون، والآداب، بالإضافة إلى الأطروحات العلمية (المنشورة في كتب) على ألا يتجاوز عمر كاتبها الأربعين عاما. الفرع الجديد
كشف الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة عن فرع "جائزة الشيخ زايد للثقافة العربية في اللغات الأخرى". وقال: في هذا الفرع إضافة نوعية جديدة تسهم في توسيع دائرة الاهتمام بخطاب الآخر وهو يتأمل الذات العربية، ويقرأ واقعنا الثقافي وفكرنا وحضارتنا العربية.
وقال: نجحت الجائزة خلال سنوات معدودة في الوصول إلى المكانة التي تستحقها على الساحة العربية والإقليمية والدولية، وباتت يشحذ المفكرون والباحثون والمترجمون قرائحهم من أجل استيفاء شروطها والتأهل لمعاييرها، وهو الأثر الذي تسعى الجوائز العالمية إلى إحداثه. واختتم "نفخر اليوم بما حققناه من نجاح، ويرجع هذا إلى اتباعنا نهج زايد القويم الذي أرسى أركان النهضة الإماراتية الأصيلة على دعائم تاريخنا وثقافتنا العربية الراسخة".
