مبادرة جديدة تسهم في تعزيز البنية التحتية لمشهد الفنون البصرية في الإمارات، وتمثلث هذه المبادرة بمشروع توسيع «مجمع السركال» في منطقة القوز، الذي يضم حالياً 17 غاليري بمعايير عالمية. تحدث عبد المؤمن السركال مؤسس المجمع في لقاء معه عن خصوصية المشروع الجديد، حيث قال، «التميز الذي حققه المجمع باستقطابه لعدد كبير من الغاليريهات التي وصل عددها إلى 17، كان بمثابة الإلهام لبناء امتداد المجمع على مساحة 46 ألف متر مربع، لتوفير استوديوهات للفنانين، إلى جانب صالات فنية، وقاعات ضخمة تلائم بناء مسرح، مع مطعمين ومقهى، ومواقف سيارات، حيث يمكن للزوار وعائلاتهم قضاء وقت نوعي يجمع بين الثقافة والترفيه».

وتابع بشأن خصوصية تصميم الموقع قائلاً، «لقد اعتمدنا في تصميم المشروع على نموذج الفراشة الذي يتناسب مع مشروع مستدام يجمع بين حماية البيئة في استخدام مواد معاد تدويرها، والاستفادة من الإضاءة الطبيعية جهة الشمال، مع أقل قدر من تأثير الحرارة، والحفاظ على طابع وخصوصية المكان السابق الذي كان فيما مضى مصنعاً للرخام. ويتضمن المشروع الذي يُتوقع إنجازه في بداية العام المقبل 62 وحدة قابلة للتقسيم، بما يتناسب مع احتياجات الفنان أو صالة العرض، ليتسع مركز الفعاليات لألف شخص، ومواقف سيارات لـ500 شخص، أما تكلفة المشروع فتبلغ 50 مليون درهم إماراتي).

 

بدايات

وقال لدى سؤاله عن بدايات اهتمامه بالفن، «تعود بدايات اهتمامي بالفن وتقديري له، إلى والدي الذي جال العالم، ويتقن 6 لغات. كان مثلنا الأعلى في العائلة. ومنه تعلمت حب المعرفة وتذوق الفنون بأنواعها، ومن ضمنها العمارة والمهن اليدوية. والتفاعل المجتمعي جزء من اهتمامات العائلة، ابتداء بصالة عرض مجموعة مقتنيات السيارات التي بدأت العائلة بجمعها منذ سنوات، والمفتوحة للجميع في الردهة الأرضية من مبنى السركال بديرة». أما بشأن العوامل التي استقطبتَ الغاليريهات إلى مجمع السركال فقال، «أذكر المرة الأولى التي ذهبت فيها إلى منطقة مشابهة خلال دراستي في الولايات المتحدة، حيث شاهدت مجموعة من الصالات الفنية، وحركة الإبداع التي تحتضنها ضمن مصانع قديمة، أو في أماكن صناعية داخل المدينة. أحببت تلك الفكرة في ذاك اليوم، وتمنيت أن أكون في يوم ما جزءاً من حركة تطور مماثلة في بلدي.

وأنا فخور بمجمع السركال الذي أصبح بمثابة مبادرة تدعم مختلف أنواع الإبداع من الصناعة إلى الغاليريهات العالمية. والتنوع الحالي في المجمع يستقطب ويتفاعل مع مختلف فئات المجتمع، من خلال الندوات والورشات وأفلام السينما وحوارات الفن وافتتاح المعارض».

علامة فارقة

وأشار فيما يتعلق بدوافع استقطاب الغاليريهات، «أنا لم أستقطب صالات العرض الفنية بشكل مباشر، كان دوري في توفير المساحة والإطار العام لهم لينطلقوا من خلاله إلى النجاح. لا يمكنني أن أنسب لنفسي هذا الإقبال على المجمع، فالغاليريهات الموجودة في المجمع هي التي مهدت لغيرها. وهي التي جعلت من مجمع السركال ما هو عليه اليوم، فمن خلالها أصبح علامة فارقة، على الرغم من كونه في منطقة صناعية غير معروفة لدى الغالبية. كما أننا لا نعتمد على تواصلنا من خلال تقديم طلب وتوقيع عقد، بل على التعارف والتواصل وتقديم الدعم لمبادراتهم التي يتبنونها في مساحتهم».

حلمي تحقق

وقال فيما يتعلق بحلمه، «حلمي تحقق، حيث بات مجمع السركال علامة فارقة في مختلف المواقع المشابهة له في العالم. فهو مساحة لثقافات متنوعة، تخلق حواراً متبادَلاً من خلال الفن والإبداع. وما يثير الدهشة والإعجاب هو التواصل بين مختلف الجنسيات وتفاعلها مع المجتمع. كما حققت المواهب في هذا المجمع إضافة نوعية لحركة الفن في دبي، حيث تم اختيار صالتي عرض فنيتين هما (غرين آرت) و(إيزابيل فان دين آيدن) لأول مرة من الإمارات، للمشاركة في معرض (آرت بازل) العالمي. ويعتبر هذا الإنجاز ثمرة جهودهم الطويلة ونحن فخورون بها. مبادرات محلية

عن انعكاسات مبادرته كإماراتي على المجتمع، قال عبد المؤمن السركال «هناك الكثير من الإماراتيين الذي يسهمون ويرعون تطور الحركة الفنية، سواء من خلال مشروعات أو أنشطـــــــة. ولا شك أن العديد من الجهات الفنية العالمية أسهمت في الحراك الفني المحلي.

وبالمقابل هناك العديد من العائلات الإماراتية التي تلعب دوراً بارزاً، فهناك الكثير من الرعاة للبرامج والأنشطة المحلية».