في ندوة ثقافية جمعت الضيوف من المسرحيين والفنانين والمثقفين، ضمن فعاليات أيام الشارقة المسرحية 22، تم الاحتفاء بالذكرى الخامسة لرسالة سلطان القاسمي في اليوم العالمي للمسرح، التي وجهها إلى المسرحيين عام 2007 في منظمة اليونسكو. وذلك احتفالاً باليوم العالمي للمسرح، الذي يصادف 27 من مارس من كل عام.

 

إيمان بالمسرح

جاءت الندوة تحت عنوان «سلطان ورسالة المسرح»، وقد نظمها المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة في مقره أمس، وقدمها كل من المسرحيين: د. يحيى الحاج، ود. حسين الأنصاري. أثير فيها دور كتابة الشيخ الدكتور سلطان في البحث التاريخي وإعادة تجسيده دون تشويه أو عمليات تجميلية غير مبررة تسبب التبديل، وتقدم بحثاً تفصيلياً، وتنبئ لحالة مستقبلية. إضافة إلى الإيمان بالمسرح في قدرة تأجيج الأمل من تقاسيم اليأس. وتضمن اللقاء عرض مقتطفات فلمية لعدة مسرحيات كتبها الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، ومنها: «عودة هولاكو» و «القصة» و»النمرود» و»شمشمون الجبار» و»الحجر الأسود».

 

دلالات ومضامين

وقد جاء في هذه الرسالة، التي تعتبر مرجعاً للمسرحيين لدلالاتها ومضامينها القوية: «لم أدرك جوهره الحقيقي، إلا عندما تصديت لتأليف وإخراج وتمثيل عمل مسرحي سياسي أغضب السلطة حينها، فقامت بمصادرة كل ما كان في المسرح وتم إغلاقه أمام عيني، فما كان من روح المسرح، لدى مشاهدتها العساكر بأسلحتهم، إلا أن تلجأ وتستقر في الوجدان، حينها أدركت قوة المسرح وجبروته، وخاصة في مواجهة من لا يتحمل الرأي الآخر، وتيقنت من الدّور الخطير الذي من الممكن أن يلعبه المسرح أو يقوم به في حياة الشعوب»، ويستطرد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، متحدثاً عن أهمية النقد المسرحي.

وتحقيق العدالة الاجتماعية، إيماناً بذائقة المسرح، كوعاء جامع لكل الفنون، ودعوة صادقة للمعرفة، حيث يقول: «سبر أغوار النفس البشرية ومكنوناتها، وفتح المغاليق التي تحتويها، رسخ لديّ قناعة واسعة بأن المسرح بوصفه هذا يشكل عامل توحد إنساني يستطيع من خلاله الإنسان أن يغلّف العالم بالمحبة والسلام، ويفتح آفاق حوارات بين مختلف الأجناس والأعراق والألوان على اختلاف معتقداتهم الإيمانية»، موضحاً في هذه الرسالة رؤيته كشاهد على عصر المسرح المحلي على مدار 30 عاماً.

 

تأثير الكلمة

وقد أوضح المسرحي يحيى الحاج، أن الدهشة في منظمة اليونسكو بدت واضحة، حول تمسك صانع القرار السياسي بالمسرح عبر خلق علاقات تؤسس مزيجاً حوارياً يكفله هامش كبير من الحرية، فيما أشار الدكتور د. حسين الأنصاري إلى مدى تأثير الكلمة في تحولات الصورة النمطية للعرب في العالم الغربي، ومنها: «وأصواتنا لا تصل إلى آذان كلٍ منّا من كثرة الصراخ والفرقة التي تباعد بين الشعوب، وتكاد العاصفة تطيح بنا لتبعدنا عن بعضنا لولا إيماننا الراسخ بدور المسرح القائم على الحوار أصلاً»، مبيناً الأنصاري أن العمق الفلسفي والحضاري في رسالة اليوم العالمي للمسرح بناء عملي استثمر على أرض الواقع في أيام الشارقة المسرحية، ومؤكداً فعل البقاء للمسرح.