أقامت الهيئة العليا المنظمة لمهرجان ايام الشارقة المسرحية مساء امس الاول جلسة وفاء للشاعر الراحل احمد راشد ثاني، للحديث عن منجزه في المسرح الاماراتي، تحدث فيها ثلاثة متداخلين رئيسيون هم اسماعيل عبدالله رئيس جمعية المسرحيين، والمخرج المسرحي جمال مطر والزميل مرعي الحليان.. كما عبر العديد من الضيوف العرب وعدد من اصدقاء الشاعر الراحل عن فقدان الساحة الثقافية الاماراتية لأهم رموزها.

واشار اسماعيل عبدالله الى ان الراحل كان مثقفا نوعيا، وبالرغم من انتمائه الى جهة الشعر الا انه اولى المسرح اهتماما خاصا، وساهم بشكل مباشر في تأسيس فرقة مسرح خورفكان، كما انه ومنذ ايام دراسته عمل على اصدار مجلة ثقافية، وكتب نصوصا مسرحية.. وتحدث اسماعيل عن دور احمد راشد في تأسيس المسرح الحر في جامعة الامارات، بالرغم من الظروف التي عاناها المؤسسون من الطلبة، في ظل وجود تيار ناهض المسرح وحاربه.

واشار الى مسرحية (الصراخ) التي كتبها الراحل وأخرجها اسماعيل عبدالله نفسه. وكذلك مسرحية (الأرض تتكلم اردو) والتي تناولت تأثيرات العمالة الآسيوية على المجتمع الاماراتي. وقال اسماعيل عبدالله: ان فقدان احمد راشد ثاني هو خسارة كبيرة للساحة المسرحية في الامارات. لأنه يعد واحدا من الذين حملوا هموم المسرح، وكتب كثيرا عنه وعن ضرورة تطويره.

من جانب آخر تحدث جمال مطر عن العلاقة التي ربطته بهذا المثقف النوعي، وقال اننا لن نخسر هذا الرجل طالما بقي لنا إرثه الادبي وأشعاره التي تركها للاجيال. انه باق ما بقيت الكلمة وما بقي الشعر وما بقي المسرح.

وتناول الزميل مرعي الحليان نصي (قفص مدغشقر) و( العب وقول الستر) والتي كتبهما الراحل، مشيرا الى انهما يحملان بصمات مؤلف يعي تماما ما الذي سيفعله الممثلون فوق خشبة المسرح.. ان احمد راشد ثاني لم يأت الى بوابة المسرح كشاعر أراد التنزه قليلا في حديقته، وانما جاء عالما وعارفا بخبايا اللعبة المسرحية.. فالحبكة في مسرحية (العب وقول الستر) حبكة دراماتورجية لم تترك حتى التفاصيل الاخراجية في النص..

ولعب لعبة المسرح داخل المسرح بوعي كبير ، ويتناول ثاني في هذا العمل رحلة فيروز في مدغشقر، كنوع من الاحالة الفنية لينتقد الواقع الذي كان يعايشه.. ثم ختم الحليان بدعوة الجهات المعنية بضرورة العناية بنصوص احمد راشد المسرحية، وإعادة طبع ما نفد منها من المكتبات. وضرورة ان ترفع عنها الرقابة وان تتاح للعرض، وقدم عدد من الضيوف مداخلات في الندوة للمخرج يحيى الحاج ووليد عمران عضو لجنة التحكيم الى ان الساحة الثقافية فقدت واحدا من أهم المبدعين.