تواصلت أول من أمس في فندق هوليدي ان بالشارقة فعاليات لقاء الاوائل الذي تخصصه الدورة الثانية والعشرين من ايام الشارقة المسرحية لطلبة معاهد الفنون المسرحية في الوطن العربي. حيث تحدث الدكتور جواد الاسدي عن متطلبات الاخراج المسرحي الجديد، ولقطات من مسرحية (حمام بغدادي)، وتناول اشتغالاته الإخراجية على مسرحياته (الاغتصاب) و(تقاسيم على العنبر)، ووجه العديد من الطلبة اسئلة الى المحاضر، حول العلاقة بين المخرج والممثل، واسلوب اختيار النص والتعامل مع الفضاء المسرحي، واختيار السينوغرافيا.
وقال د. جواد الأسدي: في الوقت الذي يتحول فيه المسرح الى ضحية للمؤسسة العربية، يبرز الدور الأبوي والريادي لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، فيه احتضان المواهب والطاقات المسرحية المتفردة. كما اشاد بفكرة دعوة اوائل المعاهد العربية للمسرح من الشباب لدورة ايام الشارقة المسرحية هذا العام، مما اتاح لهم الفرصة للاطلاع على التجارب والخبرات المتخصصة.
وعن علاقة المخرج بالسينوغرافيا، قال: (من المؤسف ان كثيرين من المسرحيين يعتقدون ان الاشتغال على الفضاء المسرحي، هو عبارة عن وضع ديكورات، او ما يسمى تأثيث الفضاء المسرحي، وهذا من جملة الاخطاء التي يقع فيها هؤلاء.. ان العملية في صناعة العرض المسرحي، تبدأ من الاشتغال وتبدأ من عمل الممثل في المكان الذي يتدرب فيه، ومنها تتحول البروفة، او التمرين الى محفز لاستنطاق الاشياء.. ) .
وحول علاقة المخرج بالممثل قال: (بالنسبة لي الممثل هو الحصان الأول الذي أراهن عليه، ومن ثم تأتي باقي المكملات. وأشار إلى أنه لا يمانع في العمل مع ممثلين مبتدئين، فهذا الأمر يحفزه على اكتشاف الذوات الجديدة..
وأشار إلى ضرورة أن يعقد المخرج علاقة مزدوجة بينه وبين الممثل، علاقة انسانية ومعرفية تمتد إلى خارج التمرين، وعلاقة تصادمية خلاقة أثناء التمرين. وأضاف: (الممثل هو خياري الفلسفي في العرض، ومن الضروري أن تربطني به تلك العلاقة الجدلية)، وأشار إلى مجموعة من الممثلين يشعر بالراحة في العمل معهم، ومنهم دلع الرحبي وفايز قزق وغسان مسعود. واجاب الأسدي: إن بعض مقترحات النصوص المسرحية، بإمكانها ان تمنح فرصة ارتجال مقنن ومدروس للممثل، ولكن هناك نصوصا وأعمالا مسرحية، لا يمكن فعل ذلك معها. وعن أسلوبية مسرحه، قال: لا يمكن العمل خارج الواقعية.. ولكن ليست واقعية الصورة الثابتة، وانما الواقعية السحرية، التي تنطلق بالواقعي الى تخوم التجريب والسريالية.
