المسرحية السودانية، وحركة الفن الدرامي، وانشغالات الموروث الثقافي، وقضايا المرأة السودانية في المسرح، تساؤلات قدمت نفسها أمام الناقد والمخرج السوداني عادل حربي، بحثاً عن أجوبة في مياه الملفات الراكدة لأزمة المسرح العربي.

 وبين مفردة تجاهل العولمة وتعزيز التقنية على الخشبة، أوضح حربي أننا نملك مسرحا بقصص ناقصة، ومُغيب لمواكبة العولمة، بتجارب لم يكتمل المونولوج الداخلي لمؤلفها. وبين الحربي أن الحركة المسرحية السودانية بدأت منذ عام 1905، وعززها البعد الدرامي المتمثل في طقوس الموروث الشعبي المبني على فن التمثيل. وأن بوتقة أيام الشارقة المسرحية خلقت مساحة (تفاكر) للمسرحيين العرب، قادها حس وطني يسعى لإحداث بعد عالمي للنص المحلي.

أطلقت حكم العولمة المسرحية، وتصريح غيابها، كيف توظفها بين التجهيل والمواكبة؟

نتحدث دائماً عن العولمة بكل ما تحمل من سلبيات، ولكن نادرا ما نتطرق إلى مدى استثمارها بصورة إيجابية، وخاصةً في الطرح المسرحي. الاستسهال والاستعجال سمة النص العربي. وتبني نموذج (الربيع العربي) في مختلف العروض المسرحية، بيان صريح يطلقه المسرحيون لتجربة تنظم تحت مظلة الكتابة الهاتفية. والحقيقة أن العولمة بتقنياتها اليوم ورتمها السريع تطرح سؤالا: في مدى مواكبة الكاتب المسرحي العربي لكل إرهاصاتها المتحولة.

النص السوداني وأزمة اللهجة المحلية وطريقها إلى العالمية، كيف تقييمها؟

نحن نمتلك في السودان عدة لهجات قبلية، يصعب أحيانا استثمارها في مسرحيات داخل السودان نفسها، ولكني أؤمن بأن اللهجة السودانية البسيطة والدارجة تتضمن إيقاعا يمكن استيعابه، واستثماره محليا وعربيا. وبالنظر لإنتاج الأديب الراحل الطيب صالح، فهو كتب باللغة السودانية (القحة) وحقق عبرها رواجا عربيا وعالميا.

الهموم العربية المشتركة وإشكالية أقطاب الصراع المعاصرة، هل يعيها المسرح العربي؟

الأزمة الحقيقية هي مدى الوعي بأقطاب الصراع في حياتنا المعاصرة. وللأسف، المسرحيون في الوطن العربي لم يمتصوا فعل اختلافات أوجه الصراع والتحالفات في العالم. وبعيدا عن كلاسيكيات الخير والشر، فهناك مضامين بيئية، وتوافد تكنولوجي، وحركات كونية مذهلة، يتحمل المسرحي مسؤولية إعادة إحيائها وتجسيدها بواقع معايير الخشبة، وإلا ستبقى تغريدا خارج نبض الشارع.

قضايا المرأة السودانية، وفطرة التقمص في النفس البشرية، واستثمار الموروث التراثي السوداني، كيف تم توضيفها مسرحيا؟

بدأت المرأة السودانية في العمل المسرحي، وبشكل واضح ، منذ أربعينات وخمسينات القرن الماضي، وتحديدا في عام 1967، وأبرز المسرحيات التي ناقشت قضايا المرأة السودانية هي ( مسرحية عمبر المجنونات ) للمخرج عماد الدين إبراهيم، ألفها يوسف خليل، وبطولة الممثلة نادية أبو بكر. وفي الحقيقة فإن المرأة السودانية تصدت منذ البداية لقضاياها في الفعل الاجتماعي المسرحي السوداني.