لم يحمل مضمون محاضرة "الحضور النسائي في الإعلام العربي"، التي ألقتها منتهى الرمحي، مقدمة برنامج "بانوراما" على قناة العربية، أول من أمس، في ندوة الثقافة والعلوم في دبي إلا القليل جداً، وحضر الندوة عدد كبير من ممثلي وسائل الإعلام المحلية، إضافة إلى شعراء ومثقفين وكتاب، من عنوانها، حيث استغرقت الرمحي الوقت في الحديث عن برنامجها وتجربتها وآرائها الشخصية.
كما صرحت لـ"البيان" بأنها لو كانت مليونيرة فإنها ستؤسس قناة فضائية تدعم التيار الوسطي في العالم العربي، لأنه لم يجد حتى الآن من يعبر عنه، ولم تتطرق للحديث عن تجارب نسائية كان لها بصمة واضحة في مجال الإعلام، فضلا عن تطبيقها المباشر لوجهة نظرها التي تقول "مناقشة أي موضوع يتعلق بالمرأة لا يكون مع المرأة بل مع الرجل"، حيث كان هناك انحياز واضح لسماع أسئلة الحضور الرجال مع العلم بأن القاعة أيضا كانت مزدحمة بالنساء، وأكدت الرمحي أكثر من مرة أن المرأة ثلاثة أرباع المجتمع وليست نصفه، كما دعت الرجال إلى عدم النظر إليها كمنافس، بل كشريك مكمل.
صفوف أمامية
في البداية قالت منتهى الرمحي: عندما تكون هناك حاجة إلى المرأة في بلد ما، فإنها تكون في الصفوف الأمامية، وعندما تنتهي الحاجة تصبح في الصفوف الخلفية وخاصة على صعيد المجال السياسي، فما حصل خلال الثورة في مصر على سبيل المثال أوضح دليل، حيث تعدت نسبة المشاركات في ميدان التحرير الـ50%، وكانت نسبة المصوتات في البرلمان المصري نحو 57%، أيضا كانت نسبة الضحايا من النساء 20%، وأنا هنا أتساءل لماذا لم تكن نسبة النساء في البرلمان المصري التي وصلت إلى 2% فقط مثل نسبتها في الساحات!.
واقع المرأة
وحول واقع المرأة في الإعلام العربي، قالت الرمحي: المرأة موجودة، لكن للأسف بالكم وليس بالكيف، فعدد مذيعات نشرات الأخبار في قناة العربية أكثر من عدد المذيعين الرجال، كما لدينا ثلاثة منتجات للنشرة والباقي رجال، فضلا عن تساوي عدد النساء في غرفة الأخبار مع عدد الرجال، والنساء في جميع المحطات التي عملت بها سواء التلفزيون الأردني أو الجزيرة أو العربية، لا علاقة لهن بصناعة القرار مطلقا، وأقصد هنا رسم السياسات العامة لا المناصب، رغم وجودهن في نشرات الأخبار والبرامج السياسية، وهذا من وجهة نظري يعد إنجازا رائعا، لأن المرأة كانت دائما متهمة بعدم قدرتها على إدارة الحوار السياسي بالقدر نفسه الذي يديره الرجل، وأنا هنا أتساءل، هل المجتمع لا يثق بقدرة المرأة في المجال السياسي، أم إنها بعيدة عن التحزب السياسي، وغير قادرة على إيصال أفكارها للمجتمع.
تراجع دور
وبالحديث عن تأثير التيارات الدينية المتطرفة على تراجع دور المرأة في المجال السياسي، قالت الرمحي: الدين ليس له علاقة لا من قريب ولا حتى من بعيد في كثير من الأحيان، ببعض العادات والتقاليد التي تمارس ضد المرأة باسمه، فكيف نفسر حتى الآن في جل الدول العربية عدم السماح للمرأة بأن تعطي جنسيتها لابنها.

