اختتمت أمس جلسات ملتقى الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية الذي نظمته العربية للمسرح تحت عنوان "الشباب والمسرح.. لنا الغد"، حيث اطلق المشاركون عددا من التوصيات، من بينها ضرورة العمل المشترك بين الهيئات والمؤسسات الراعية لمسرح الشباب والجامعات، وتنسيق اقامة الورش المسرحية الدائمة لصقل المواهب ورعايتها.
كما اوصى المشاركون بضرورة ان يكون هناك معهد اكاديمي للفنون المسرحية في دولة الامارات، وكذلك التوصية بضرورة توثيق مهرجانات مسرح الشباب والجامعات كتابيا والكترونيا، وان يتم اصدار مجلة دورية يحررها شباب المسرح العربي، تعبر عن آرائهم وتطلعاتهم. كما طالب المشاركون، بأن تلغي مهرجانات الشباب للهواة مسابقتها ونظام منح الجوائز واستبدالها بنظام المكافآت عن طريق ابتعاث المتميزين الى دورات وورش خارجية، او المشاركة في مهرجانات مسرحية عالمية بغرض الاستزادة والاطلاع، كون هذه المهرجان هي بمثابة محطات تدريبية وتعليمية في اطار ثقافة المسرح.
كما اكدت بعض التوصيات على ضرورة تأصيل اللغة العربية في مسرح الشباب. كما اكدوا على ضرورة انشاء مراكز تعنى بالثقافة المسرحية تقام فيها الورش المسرحية المستمرة بغرض رعاية الموهوبين من المسرحيين الشباب. والعمل على تشغيل المخرجين الأكاديميين في الجامعات لتحقيق المزيد من الدعم الفني والعلمي للمسرح الجامعي.
وقال احمد بورحيمة مدير ادارة المسرح بدائرة الثقافة والاعلام خلال جلسة التوصيات: ان صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الشارقة، لطالما شدد على ضرورة ايلاء المسرح اهتماما بالغا، وخصوصا قطاع الشباب، واضاف: اننا هنا في هذا الملتقى نسعى الى رمي حجر في المياه الراكدة من اجل تحريكها فيما يعني بمسرح الشباب في ارجاء الوطن العربي.
وبهذا فاننا يجب ان نشعر بالسعادة والامل طالما نحن نتحدث عن المستقبل. ومن جانبه كتب اسماعيل عبدالله الامين العام للهيئة العربية والمسرح، على ان التوصيات التي خرج بها المشاركون في هذا الملتقى سوف تجد طريقها الى البحث والتحقق، وان الذهاب لتحقيق هذه التوصيات لابد وان يدعم بمشروع كامل التفاصيل، وان هذا المتلقى هو الانطلاقة الاولى نحو تحقيق هذا الحلم. من اجل رعاية الشباب المسرحيين في ارجاء الوطن العربي.
وكانت الجلسة الصباحية في اليوم الثاني للملتقى قد ناقشت ورقة السوداني الرشيد احمد عيسى من السودان، والتي تناولت واقع وآفاق عمل الشباب في المسرح، الاشكال التنظيمية والتدريب والتمويل والتأطير النظري. حيث عرض لتجربة قسم الدراما في قصر الشباب والطفولة في السودان، والذي استطاع استيعاب المواهب الشابة من المسرحيين السودانيين، كما انه استقطب الخريجين الاكادميين للعمل فيه، مؤكدا على ان وضع هذا القصر اليوم يثير الكثير من الاسئلة بعدما تم تحويله الى سينما تجارية. كما اشار الرشيد الى ان المسرح السوداني يعاني اليوم من اهمال رسمي كبير.
كما عرض سالم باليوحة مدير ادارة المشاريع في هيئة دبي للثقافة والفنون، النجاحات التي حققها مهرجان دبي لمسرح الشباب، والذي سعى خلال دوراته الخمس الى استقطاب المواهب الشابة. واكد على سياسة دبي في جعل المنتج الثقافي هو مهمة مجتمعية تواكبها عملية تنظيم وتأطير حكومي، ضمن استراتيجية للتنمية البشرية. وعرض لنجاح جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لداعمي الفنون، في خلق شراكات ناجحة بين القطاع الخاص والتنمية الثقافية في المجتمع.
وكان ملتقى الشباب والمسرح قد انطلق يوم السبت الماضي، بمشاركة عدد من المسرحيين العرب الذين استضافتهم الهيئة العربية للمسرح، من بينهم الحبيب غزال من تونس، وياسر سيف من البحرين، وياسر مدخلي من السعودية، وفيصل العميري من الكويت، والدكتورة سعدء الدعاس من الكويت، ومحمد فوزي من مصر. والدكتور سعيد الناجي من المغرب، والدكتور غسان عبدالخالق من الاردن. بالإضافة الى ماهر الصليبي من سوريا وعدد من المسرحيين الاماراتيين.
