كتابة السيناريو استغرقت 7 سنوات

«حبيبتي» رومانسية التراجيديا التركية

كيفانج تاتليتوغ وميرت فيرات في أحد مشاهد الفيلم من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكد مشاهد أحداث الفيلم التركي «السلطان الفاتح» تختفي عن المشهد السينمائي المحلي، حتى عاد الإنتاج التركي ليطل علينا بمشاهد رومانسية مغلفة بالتراجيديا من خلال فيلم «حبيبتي» للمخرج يلماز أردوغان، والذي ظلت قصته حبيسة التغيير والكتابة طوال 7 سنوات.

«حبيبتي» هو الاسم العربي الذي فضل أردوغان اختياره لفيلمه بعد دبلجته إلى العربية، رغم أنه يحمل اسم «أحلام فراشة» بالإنجليزية، وفيه يأخذنا عميقاً نحو دهاليز التراجيديا والرومانسية، ويطل بنا على تركيا إبان أربعينات القرن الماضي، لنشهد أبرز التحولات التاريخية التي عاشتها تركيا وأدت إلى تغيير مجرى تاريخها كلياً، وما صاحب تلك الفترة من اندلاع للحرب العالمية الثانية، وسريان القانون الإجباري الذي كان يفرض آنذاك على المواطنين العمل في المناجم، كما نجد فيه إطلالة على طبيعة التحولات الاجتماعية التي سادت آنذاك، وما صاحبها من فقر وانتشار لمرض السل.

عباءة التاريخ

ورغم هذه الإطلالات المهمة، إلا أن المخرج أردوغان فضل الخروج من عباءة التاريخ والانغماس في الرومانسية الواضحة، ليحضر لنا قصة «قيل» إنها حقيقية حدثت في زمن الحرب العالمية الثانية، أبطالها شابان من الطبقة الفقيرة ينظمان الشعر، يقعان في حب فتاة غنية ويتراهنان على كسب قلبها، ويتباريان في كتابة أجمل قصيدة شعرية لها، ليتركا لها مساحة اختيار الأجمل منهما، إلا أنهما يصابان بمرض السل، لتبدأ الأحداث بالتوالي لتبين لنا ما سيصنعه القدر في الأبطال الثلاثة، ليقودنا إلى نهاية مأساوية يموت فيها الشاعران.

قيمة الشعر

وبعيداً عن حيثيات القصة ومدى توافقها مع الواقع، نشعر بأن الفيلم يسلط الضوء على معاناة شعراء ذلك الوقت، وكيف كان للشعر والأدب قيمة لا يدركها إلا من انغمس في هذا المجال، وهو ما يبدو جلياً في شخصية الأستاذ الذي يؤمن بموهبة الشاعرين ويقف إلى جانبهما طوال الوقت في سعيهما للوصول إلى الشهرة، وكيف يمكن لدائرة الفقر والحاجة أن تخلف هذه الطاقات، الأمر الآخر يكمن في إطلالة الفيلم على طبيعة حياة ذلك الوقت، فلم يحاول المخرج أن يعكسها لنا من الشوارع بقدر ما نقلها لنا من المناجم.

حيث كان يموت الناس فيها تعباً ومرضاً وقهراً، مبيناً لنا أن أصحاب الطبقة المخملية لا يعرفون أبداً ما يجري في تلك الأنفاق، وبرز ذلك في المشاهد التي زارت فيها الفتاة الغنية بالتخفي أنفاق المناجم، ولعل قوة الفيلم تكمن في هذا الجانب أكثر من المشاهد الرومانسية التي نقلها لنا المخرج.

المخرج يلماز أردوغان حاول طوال الفيلم أن يبين لنا مدى قدرته على امتلاك أدواته، وسيطرته على أحداث القصة التي تولى بنفسه كتابتها، ومحاولته لنقل تلك الفترة بكافة جمالياتها وواقعيتها، وهو ما بدا واضحاً في طبيعة الأزياء المستخدمة وطريقة التصوير وكافة التفاصيل حتى الصغيرة منها المتعلقة بتلك الفترة، وقد يفسر لنا ذلك سبب استغراقه 7 سنوات في كتابة السيناريو، فيما احتاج العمل الإنتاجي إلى عامين و4 أشهر من التصوير في مدينة زونجولداك التركية.

 

كاست

الفيلم من بطولة الممثل كيفانج تاتليتوغ، المعروف عربياً باسم «مهند»، والممثل بلجيم بيجلين، ميرت فيرات، زينب فرح عبدالله، ويلماز أردوغان الذي تولى تأليف وإخراج الفيلم.

 

 

Email