استضاف النادي الثقافي بسلطنة عمان السينمائي العراقي نزار الراوي، في أمسية سينمائية عراقية في إطار فعاليات برنامج "الفن السابع" سلط خلالها الضوء على واقع سينما بلاد الرافدين في ظل الظروف التي يمر بها العراق منذ عدة سنوات، والتي استطاعت أن تقدم رغم الظروف أفلاما نوعية حصدت جوائز عالمية وعربية، نظرا لما قدمته من مضامين فكرية وإنسانية عالية.
بدأ الراوي الأمسية بحديث عن بدايات الانتاج السينمائي في العراق حيث قال "مع انتهاء الحرب العالمية الثانية وظهور الواقعية الإيطالية لتكتسح سينمات العالم وهي تصور الحرب بواقع جديد مغاير من خلال (روما مدينة مفتوحة)، وحيث إن السينما المصرية بدأت هي الأخرى تجد ملامح شكلها الجديد، بدأت السينما العراقية خطوتها الأولى مع العرض الأول لفيلم (إبن الشرق) العام (1946) من إخراج المصري نيازي مصطفى اشترك في أدائه ممثلون مثل بشارة واكيم، مديحة يسري من مصر، والمطرب حضيري أبو عزيز، والمنلوجست عزيز علي من العراق.
وقام بإنتاجه شركة أفلام الرشيد العراقية - المصرية ثم جاء الفيلم الثاني (القاهرة - بغداد) العام (1947) ومن إخراج أحمد بدرخان ولكن هذه المرة بممثلين عراقيين فقط حقي الشبلي (عميد المسرح العراقي) وإبراهيم جلال، وصور بين العراق ومصر وعرض في كلا البلدين دفعة واحدة، وأنتجته شركتان هما (أصحاب سينما الحمراء) و (شركة اتحاد الفنيين المصرية) في العام 1946 كان التحضير يجري على قدم وساق لإنتاج فيلم (عليا وعصام) وهو من إخراج الفرنسي أندريه شوتان وأنتجته (أستوديو بغداد) ليعرض على العامة سنة 1949.
ولكن ما يمكن تأشيره في المرحلة الحالية من تاريخ الإنتاج السينمائي في العراق هو النشاط الهائل وغير المسبوق للفيلم القصير، وهو ما يمكن أن أدعوه العصر الذهبي للفيلم العراقي القصير، متمثلاً في خارطة واسعة من الطاقة والاسماء والمهرجانات التي تختص بالعمل في مضمار الفيلم القصير، بالاضافة الى عدد كبير من العراقيين المقيمين في الخارج ممن ما زالوا يرفدون المكتبة العراقية بنتاجاتهم المتنوعة من الافلام القصيرة التي تبدو عليها جلية تأثيرات ثقافات البلدان التي يعيشون فيها".
