عبر استضافة نوعية للسينما الإماراتية، في مهرجان الخليج الخامس، واستثمارنا إحدى ليالي الفن السابع، جمعنا لقاء نوعي مع السينمائي الإماراتي وليد الشحي، تضمنه حديث يسرد على مهل تراتيل العمل السينمائي، وتفاصيله في ما بعد دورة المهرجان الخامسة .

 بيّن فيها الشحي أن الملتقى الخليجي سبق إماراتي، شهد عودة مختلف السينمائيين الإماراتيين، مشيرا إلى أن غياب دور القطاع الخاص، وخاصة في ما يتمثل في المساحات المقدمة للفيلم الإماراتي في دور العرض، وهي مطالبة يسعى العاملون في المجال إلى تحقيقها عبر الحصول على قرار رسمي.

 

المعادلة السينمائية

يشارك الشحي في هذه الدورة بفيلم " فيل لونه أبيض "، موضحاً أنه اتفق مع السينارست محمد حسن أحمد في أن يستوعب الفيلم الحد الأدنى من التكلفة المادية، وإنجازها بشكل سريع، ليس استعجالا، ولكن حباً في تحقيق معادلة تفعيل الفكر السينمائي وهي: الميزانية المتوسطة وسرعة قياسية ومضمون فني احترافي.

وأضاف: " أقدمنا في الفيلم على تنفيذ مغامرة اللقطة المستمرة، حيث تجاوزت مدتها 8 دقائق ونصف، دون قطع، مايعد تحدياً، وجعلتنا نتردد حول وضعية باقي المشاهد في كيفية انسجامها مع اللقطة غير خاضعة لعقدة المونتاج". ولفت الشحي أن مشاركة تفاعلية جمعته مع الشباب السينمائيين،وأنه لم يتفرد في صناعته، بل هي مخاض فريق عمل متكامل.

 

الصدمة

وفي سياق فيلم " الفيل لونه أبيض "، قال الشحي إن الفيلم يعكس واقعة إنسانية بطريقة غير مباشرة تغلفها الغرائبية لتفاصيل شخص مصاب بصدمة الفقدان، وإمكانية ملامسة معاناته عبر الفيلم قد تكون مباشرة أو غيرمباشرة.

وبيّن الشحي أن المسرح يُعد الرافد الوحيد للممثلين في السينما الإماراتية، وهم في محاولة دائمة للإشتغال عليهم، نحو تعزيز ثقافة الممثل المسرحي إزاء السينما ، معتبرا أن مسألة الإشتغال تعتمد على الممثل نفسه بالدرجة الأولى.

 

خطوة احترافية

وفي سياق مسؤولية السينمائيين الإماراتيين ودعم القطاع الخاص، أكد الشحي أنه بمجرد استرجاع الذاكرة إلى بداية العمل السينمائي في الإمارات ـ أفلام من الإمارات ـ وصعوبة المسألة الإنتاجية القاسية والمرهقة، فإن الوضع الحالي يبشر بالخير، ويتيح فرضية الثبات والنقلة باتجاه الخطوة الإحترافية المنهجية.

ويرى الشحي أن المرحلة تشكل مسؤولية وطنية وفنية للثقافة في الإمارات، باعتبار المهرجانات السينمائية في الدولة سبق سينمائي، فعّل حركة صناعة الفيلم القصير خليجيا وعربيا، لافتاً إلى أن المهرجان شهد عودة السينمائيين الإماراتيين، بعد مراحل من الركود، مؤمناً أنها مسألة طبيعية في الإيقاع الثقافي، عبر مروره في حالات إحباط تؤدي إلى صعود تراكمي.

 

صندوق دعم

وأشار الشحي إلى أن ميزانية الأفلام الإماراتية تصل بالمعدل العام من 700 ألف إلى 500 مليون درهم، مبينا أن الإمارات تعيش حاليا زمن الفيلم الطويل، وما ينقصها بشكل عملي، استيعاب أصحاب القرار موضوع عرض أفلامها بشكل دوري في دور العرض، معتبرا أن القرار يصب في حق السينمائيين الإماراتيين.

ومسؤولية مجتمعية وثقافية للقطاع الخاص، تجاه الإمارات، وقال حول ذلك: " لا نطالب بفرض ضرائب على الجهات الخاصة، ولكن بإنشاء صندوق لدعم السينمائيين الإماراتيين، يُساهم فيه بنسبة معينة لدعم القطاع بشكل تفاعلي".

 

حلقة

" 90% هي نتاج المساهمات للفنيين في العمل السينمائي الإماراتي، ولكنهم لا يزالون بعيدين عن الساحة التقديرية"، يؤكد الشحي مسألة عودة الإلتفاف لمجهودات العاملين في المجال الفني السينمائي من إضاءة وماكيير ومكياج وديكور وموسيقي وغيرها.

وأنه حان الوقت لتقدير تلك الجهود كجزء حيوي في العملية البعيدة عن المراقب في المهرجانات والإعلام ، معتبراً أن سوق السيناريو للأفلام الخليجية خطوة مهمة وكبيرة للكتاب والمخرجين، وذلك بتعاونها وتحقيقها لحلقات العمل السينمائي على مستوى اشتغالات النص والإشراف المطور والتمويل المادي.