تعتبر المسابقة الرسمية لأفلام الطلبة القصيرة، أرضية تُقيّم فكر المشهد السينمائي الإماراتي ومستقبله، بدءًا من المرحلة التعليمية، وما تفرزه من نتاجات، تحدد طبيعة المنهجية لولادات جديدة في المجال. وفي سياق العروض المتنوعة لأفلام الطلبة المشاركين من مختلف جامعات وكليات الدولة، شهد أول من أمس انطلاقة العديد منها، ومنها: فيلم ظاهرة القمبوعة للطالب عبدالرحمن المدني.
وفيلم بداية ونهاية للطالبة عائشة عبدالله، وآيس كريم للطالب خالد العبدالله، وأبوي نايم للطالب عبدالله حديجان، و لحظة للطالب محمد المري، و ما في رأسي للمخرج صدام هشام. وشهد الحدث تظاهرة طلابية من الجمهور الحاضر، حيث لاقت ظاهرة القمبوعة إشكالية النقد في طرحها الوثائقي، إلى جانب التجريد السينمائي وتقنية استخدام خيال الظل.
استسهال
الفيلم الوثائقي ظاهرة القمبوعة للطالب عبدالرحمن المدني من كلية تقنية الطلاب في دبي، لاقي مختلف المداخلات حول الكيفية في طرح اللقاءات والدلالة للظاهرة ونقلها للمشاهد، استأنف المدني الفيلم برسوم متحركة لشخصيات كرتونية تمثل الفتاة الإماراتية، مرتدية الشيلة وتحتها القمبوعة:
عبارة عن ملقط نسائي يوضع للف وربط شعر الفتاة، واستخدمته الفتاة الإماراتية بشكل كبير في الآونة الأخيرة. وقال المدني إنه يسعى عبر الفيلم إلى مناقشة الظاهرة والتعرف إلى أهم الأسباب في انتشارها. وتضمن الفيلم عرض لقاءات تجمع طالبات وطلاب واستطلاع حول طبيعة القمبوعة ودوافعها. وشكل الطرح الديني ـ دليل شرعي يحرم الظاهرة ـ أفقدها سمتها في جعل المشاهد يبحث في ما هو الأنسب، بتقديم حكم مطلق من البداية.
جرأة
حضرت تقنية خيال الظل مشكلة فنتازيا نوعية ضمن الأعمال المقدمة، تحدثت عنها عائشة عبدالله صاحبة إخراج التجربة، بأنها جرأة في الطرح، وقالت حول ذلك: جميع مواقع التصوير خارجية، وهناك لقطات اضطررت لإعادتها أكثر من ثلاث مرات، فقط بسبب الجو. ويعرض فيلم عبدالله مشهد الطفولة ومتوسط العمر والنهاية وهي الموت، بتقنية خيال الظل، يشعر عبرها المشاهد بأنه أمام اختزالات زمنية. وترى عبدالله أن الطلبة اليوم أمام فرصة تجريبية في مهرجان الخليج السينمائي، وهي نافذة لتحقيق الحضور الطلابي بشكل فعلي.
وقدم فيلم ما في رأسي للطالب العراقي صدام هاشم، إشكاليات الصراع الشخصي العراقي جراء الحروب عبر قصة حب، يلتقى فيها حبيبان دون وعد بلقاء، ولكن بأمل لن يحصل أبداً. تساءل خلالها الحضور عن مدى استمرار السوداوية في الفيلم العراقي، وغياب بوادر لأفلام أكثر أملاً ونوراً. وعلل هشام أن الفيلم العراقي نتاج حروب، والسوداوية التمثيل الحقيقي للواقع المجتمع العراقي، وميدان لا مفر منه في المعالجة السينمائية.
