تشهد الدورة الخامسة لمهرجان الخليج السينمائي الخامس، عرض ما يقارب 12 فيلماً بحرينياً، قابلها احتضان فيلمين فقط في الدوة الماضية، ما أتاح فرصةً للحديث عن مشروع نهضة بحرينية سينمائية، باعتبار المنامة أول من ساهمت في إدخال الفن السابع للخليج. واتفق مجموعة من السينمائيين البحرينيين على أن الوضع السياسي للبحرين السنة الماضية، لم يدعم حضورها، معتبرين أن تظاهرة "الخليج السينمائي" متنفس للبحرينين في ظل غياب الدعم الحكومي والخاص، وافتقادهم للأرضية الحقيقية. وأكدوا أن تواجدهم بتكريم شخصية بحرينية وهو السينمائي بسام الذوادي وباقة أفلام متنوعة، بيان يطلقه السينمائيون على نهضة سينمائية ومشروع ثقافي لن يتوقف.
شغف
شارك المخرج محمد إبراهيم على مدار ثلاث سنوات في مهرجان الخليج السينمائي، مقدما 7 مشاركات مختلفة، معتبرا أن المهرجان، فرصة تجمع الخليجيين لتبادل التجارب وتعزيز الفنيات السينمائية. وبين إبراهيم أن استمرار البحرينيين إلى اليوم هو نتاج حب وشغف في المجال، ومشروع خاص تبناه السينمائيون في البحرين. ولفت إبراهيم إلى أن إنشاء الشركة البحرينة للإنتاج السينمائي، من قبل بسام الذوادي ـ الشخصية المكرمة ـ ، ساهم في إنتاج أفلام طويلة، تبنى فيها مخرجين شباب، إلى جانب طاقم عمل الشركة لتدريبهم وتأهيلهم، كما عملت على تطوير حركة كتابة السيناريو، لتجارب أفلام قصيرة ومنها فيلم "زهور تحترق" الحائز على أفضل فيلم خليجي في 2009.
احترافية
"البحرين تفتقد للدعم الحكومي، وخاصةً أن وزارة الثقافة تمتلك قسماً معنياً بالسينما، ولكنه غير مفعل" هنا يؤكد المخرج البحريني محمد جاسم، الأرضية السينمائية المفقودة كمنهج معتمد في المؤسسات الثقافية. وأشار جاسم إلى أن الأفلام المقدمة في مهرجان الخليج السينمائي هذا العام، بعيدة عن التجريبية، ووصلت إلى مستوى الاحترافية في الكثير منها. وحول ظاهرة تولي المخرج كتابة النص وتصويره بشكل فردي، والافتقاد للتخصصية، يرى جاسم أنها مسألة تعتمد على مستوى الاحتراف ومدى رؤيتنا باتجاه أن تتحول إلى صناعة وليست بقايا حركة فنية تتقدم وتتأخر دون منهجية مدروسة، ومشروع تحصد ثماره على المدى البعيد.
الربحية
الحديث حول فيلم "أنين" للمخرج جمال الغيلان، قادنا إلى حيثيات غياب دعم رجال الأعمال، وثقافة المجتمع البحريني، غير مطلعة بشكل تفاعلي للخلفية السينمائية، وما تبعها من تطور، وهما بشكل تتابعي يلعبان دورا في تضخيم مسألة الحواجز والتحديات، وذلك يحول دون تعزيز موقفهم في المشهد السينمائي. وأكد أن دعم إنتاج الأفلام طويلة الأكثر حظا من القصيرة نتيجة بحث المنتجين عن الربحية، حيث يمكن بيع العمل الطويل، والقدرة على تسويقية في دور العرض بشكل أكبر، وأضاف: "أغلب الأعمال تقدم بتمويل خاص من مخرج العمل، وآن الأوان للدعم الحكومي أن يشمر يد المساعدة في وضع منهجية، تنقلنا إلى الخطوات المتقدمة في المجال".
المخرج التلفزيوني أحمد الفردان قال حول المقارنة الإنتاجية بين السينما والتلفزيون إنها مفارقة رهانها الإعلان والبيع والتجارة، بدرجة ألغت حضور الفيلم القصير بشكل كبير.
تعميم «إنجاز»
أوضح المخرج البحريني محمد جاسم حــول مشــروع "إنجاز" المقدم من قبــل مهرجان الخليج السينمائي، لدعم الأفلام، أنها مبادرة نوعية، ويطالب فعليا بأن تعمم في مختلف مؤسسات الثقافة والفنون في بلدان الخليج والعالم العربي، لأنها تشكل منصة الدعم لتأسيس صناعة سينمائية خليجية بشكل تراكمي وملحوظ.
