يبدو أن هوليوود لم تعد تكفي بكمية العنف الذي تصوره في أفلامها بين الكبار، لتبدأ بتوسيع الدائرة لتشمل المراهقين أيضاً حتى وان كان بكميات قليلة من الدماء، كما حدث في فيلم ألعاب الجوع الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية والعالمية. ورغم أن الحكم على نجاح أو فشل الفيلم سابقاً لأوانه، إلا أن كافة المؤشرات تبين أنه سيكون رهان الموسم، في ظل توقعات أن يكون الوريث الشرعي لسلسلة أفلام هاري بورتر في حالة إنتاج أجزاء متعددة منه، وهو أمر مدرج على جدول شركة الانتاج التي اقتبسته من ثلاثية الكاتبة سوزان كولنز.
ألعاب الجوع والذي أخرجه غرين روس تمكن خلال فترة بسيطة من تحقيق أرقاماً عالية في شباك التذاكر العالمي، خاصة بعد الضجة التي أثارتها مجموعة من مشاهد الفيلم والتي اعتبرها بعض النقاد انها تحمل بين طياتها دعوة إلى العنف بين المراهقين، وهو نفس السبب الذي دعا مجلس تصنيف الفيلم البريطاني إلى منعه من العرض داخل بريطانيا، مبرراً ذلك بأنه لا يتوافق مع معايير العرض المنصوص عليها في لوائح الرقابة، ليجبر شركة لاينز جيت المنتجة للفيلم على استقطاع أجزاء منه لضمان عرضه في بريطانيا، ورغم ذلك تمكن من الحصول على تقييم يعادل 8 درجات لدى مختلف النقاد خاصة في أميركا.
وبعيداً عن الجدل فلا يمكن لأي متفرج على الفيلم أن ينكر أن المخرج غاري روس، تمكن من تقديم فيلماً نظيفاً من اللون الأحمر، على الرغم من ارتفاع نسبة العنف التي تظهر بين أبطاله المراهقين الذين يجبروا على المشاركة في مسابقة ألعاب الجوع التي فرضها حكم الكابيتول على سكان أقاليم أميركا الشمالية أل 12 بعد حالة التمرد أو الخيانة (بحسب ما ورد في الفيلم) التي قاموا بها ضد الكابيتول، وتعتبر المشاركة بهذه الألعاب تكفيراً عن الذنب الذي اقترفه الشعب، وتفرض قوانين الألعاب اختيار شابا وفتاة من الأقاليم عن طريق القرعة للمشاركة في قتال حتى الموت يتم بثه مباشرة عبر التلفزيون.
المتابع لأحداث الفيلم سيفاجأ بأن بداية الفيلم عادية جداً خاصة وأن القصة تبدأ من الأقليم الثاني عشر دون عنف أو دلاله على ذلك، وهو الحبكة التي لعب عليها المخرج بأن فضل التدرج بمشاهده تمهيداً للوصول في متابع الفيلم إلى مرحلة الأكشن العالية القادرة على اثارة الأدرينالين في بعض المقاطع، هذا التدرج بلا شك أنه أصاب بعض المشاهد بالملل الذي حاول المخرج تعويضه من خلال كادر الصورة والفلاش باك في بعض المقاطع التي يستعيد فيها أبطال الفيلم الممثل هاتشرسون دور (بيتا ميلارك)، والممثلة جنيفر لورنس (كاتنيس ايفردين)، وكذلك ليام هيمزورث (جالي هاوثور) ذكرياتهم في أقليمهم.
فضلاً عن ذلك فقد كان لهذا الفيلم رسالة مفادها أن الشباب دائما لديهم القدرة على التغيير والتي حاول المخرج تمريرها من خلال بعض المقاطع السريعة، حيث كان ذلك واضحاً في المشهد الذي تعلن فيه إدارة اللعبة عن تغيير بسيط في الألعاب، بأن يكون هناك فائزين اثنين بدلاً من واحد بشرط أن يكونا من نفس الأقليم، وهو التغيير الذي فرضته علاقة الحب التي نشأت بين بيتا وكاتنيس عملاً بقاعدة إما كلنا أو لا أحد، وفي مشهد آخر يبين قدرة كاتنيس على تحريك سكان اقليمها للتمرد من جديد على حكم الكابيتول.
