لا شك أن النجاح الذي حققه فيلم أفاتار إبان صدوره في 2009 فتح شهية هوليوود لإنتاج أفلام جديدة بتقنية ثلاثية الأبعاد الجديدة، إلى جانب العودة لإعادة إحياء مجموعة من الأفلام التي سبق أن عرضت في دور السينما، في خطوة جديدة لإغراء الجمهور بهدف جمع المزيد من الأموال لتبدو هذه الأفلام كما الدجاجة التي تبيض ذهباً، ولتفادي سقطات التقنية الجديدة فقد بدت شركات الإنتاج وحتى المخرجين أكثر حرصاً في عملية انتقائهم للأفلام التي سيعاد عرضها باستخدام التقنية الجديدة التي وجدت فيها استوديوهات هوليوود حلاً لأزمة القرصنة وتراجع مبيعات الأقراص المدمجة.
ولمواجهة السقطات التي كانت واضحة في أفلام كونان البربري وغلي وسباي كيدز، وغيرها، سعت هوليوود لاختيار مجموعة من الأفلام القديمة لإعادة عرضها مرة أخرى، ومن أبرزها الجزء الأول من فيلم حرب الكواكب: الحلقة الأولى ـ تهديد الشبح (Star War Episode I - The Phantom Menace) الذي جمع حتى الآن أكثر من 40 مليون دولار، وقد أشرف مخرجه جورج لوكاس مع مدير المؤثرات البصرية على عملية تحويل الفيلم إلى التقنية الجديدة، علماً أن هذا الفيلم كان قد عرض قبل 13 عاماً في دور السينما ووصلت إيراداته حينها إلى 431 مليون دولار.
أجندة هوليوود الخاصة
فيما لم يغب فيلم التايتانيك عن أجندة هوليوود الخاصة بأفلام ثلاثية الأبعاد، حيث يتوقع أن يعرض في دور السينما خلال أبريل المقبل، وجاء قرار مخرجه جيمس كاميرون تحويل هذا الفيلم بالتقنية الجديدة بعد نجاح فيلمه أفاتار، وقد استغرق تحويله لخاصية ثلاثي الأبعاد عاماً كاملاً وبتكلفة أكثر من 18 مليون دولار، ويتوقع أن يحقق الفيلم نجاحاً كبيراً على غرار النجاح الذي حققه في عام 1997، حيث تجاوزت إيراداته حينها المليار دولار أميركي، ولذلك يتوقع أن يفتح الباب أمام مجموعة من الأفلام القديمة ليعاد عرضها بالتقنية الجديدة.
غضب العمالقة
في المقابل، تستعد شركة وارنر بروس الأميركية لإطلاق فيلم غضب العمالقة بتقنية ثلاثية الأبعاد وهو يعد جزءاً جديداً من فيلم صراع العمالقة الذي عرض في 2010.
آراء سينمائية
فشل بعض الأفلام التي استخدمت التقنية الجديدة جعل مخرجي هوليوود أكثر حرصاً في عملية اختيارهم لهذه التقنية، لدرجة أن بعضهم لم يعد يوافق على استخدامها لمجرد إنها جديدة، مثل المخرج ستيفن سبيلبرغ الذي قال في إحدى المقابلات الصحافية: لا أوافق على فكرة أن تكون الأفلام كلها ثلاثية الأبعاد، فهذه التقنية هي عنصر واحد من العناصر المتعددة التي نملكها، وأعتقد أن تقنية الأبعاد الثلاثية تكون ضرورية في الحالات التي يمكنها أن تحقق فيها شيئاً جديداً أي لا يكفي أن تكون مجرد عبارة تضاف إلى إعلان الفيلم.
في حين لم يخف مارتن سكورسيزي مخرج فيلم هوغو أنه توخى الحذر الشديد عند إخراجه فيلماً بالأبعاد الثلاثية فقال لمحطة بي بي سي كنا خائفين وكان الأمر أشبه بالمشي على حبل مشدود.

