واصلت الأسهم العالمية أداءها الضعيف خلال التعاملات أمس مع تأرجح مؤشرات البورصات، حيث تأثرت معنويات المستثمرين بتقلبات النفط والبيانات الاقتصادية الضعيفة.
وعمقت الأسهم الصينية من خسائرها وأغلقت منخفضة أمس لتتفاقم خسائر 2016 إلى 1.8 تريليون دولار، فيما تراجعت الأسهم الأوروبية مع هبوط نوفارتس وباسف، بينما ارتفع مؤشر نيكاي القياسي في بورصة طوكيو مقترباً من أعلى مستوى في أسبوعين.
وانخفضت الأسهم الأوروبية في بداية التعاملات أمس متأثرة بتراجع شركة الأدوية السويسرية نوفارتس وشركة باسف الألمانية للكيماويات بعد إعلان الشركتين عن أرباح ضعيفة. ونزل سهم رويال بنك أوف سكوتلاند أكثر من 2 % بعدما حذر البنك من أن أرباحه ستتأثر سلباً بمصاريف تقاعد وإجراءات تقاضٍ في الولايات المتحدة، بينما أضرت توقعات انخفاض أرباح أبل بأسهم شركات التكنولوجيا.
ونزل مؤشر يوروفرست 300 لأسهم الشركات الأوروبية الكبرى 0.6 % في حين خسر مؤشر يورو ستوكس 50 للأسهم القيادية بمنطقة اليورو 0.8 %.
وانخفض سهم نوفارتس 2.7 % بعد أن جاء صافي ربح الشركة في الربع الأخير دون توقعات المحللين، بينما نزل سهم باسف 2.9 % بعد أن أصدرت تحذيراً بشأن الأرباح. وفي أنحاء أوروبا نزل مؤشر كاك 40 الفرنسي 0.2 % وفايننشال تايمز 100 البريطاني 0.1 % وداكس الألماني 0.4 % عند الفتح.
خسائر صينية
وأغلقت الأسهم الصينية شديدة التذبذب منخفضة مجدداً أمس بعد أن هوت أول من أمس لتصل خسائرها منذ مطلع عام 2016 إلى حوالي 22 % بما يعادل 12 تريليون يوان (1.8 تريليون دولار).
وختم مؤشر شنغهاي المجمع القياسي جلسة التعاملات على تراجع 0.5 % بعد أن ارتفع في الصباح قبل أن ينخفض لاحقاً بما يصل إلى 4 % خلال التعاملات.
وكانت الأسهم انحدرت 6.4 % أول من أمس إلى أدنى إقفال لها منذ أول ديسمبر 2014. وتراجع مؤشر سي.اس.آي.300 لأكبر الشركات المدرجة في شنغهاي وشنتشن 0.3 % بعد تقلبات مماثلة.
وكانت الأسواق الصينية استهلت عام 2016 بسلسلة تراجعات مطردة وانخفاض حاد في قيمة اليوان واستمرت ضغوط البيع بعد أن أكدت البيانات الاقتصادية تباطؤ النمو وتدهور مناخ الأعمال، مما أضر بثقة المستثمرين في الأسهم.
طلبات الهامش
وقال قو يونغ تاي المحلل في سيندا للأوراق المالية: إن احتمال اضطرار المستثمرين إلى بيع الأسهم التي اشتروها بأموال مقترضة لتغطية طلبات الهامش قد تعصف بالثقة أيضاً. وأضاف أن ثمة خوفاً من أن يؤدي تراجع أسعار الأسهم إلى تفعيل طلبات تغطية مشتريات الهامش مما سيفرض ضغطاً جديداً على الأسعار رغم أن الحجم الفعلي للتسييل الاضطراري ليس بالضخامة التي يتخيلها الناس.
وعلقت أربع شركات مدرجة تداول أسهمها أمس قائلة: إن كبار مساهميها الذين رهنوا أسهمهم كضمان يواجهون طلبات لتغطية مشتريات بالهامش وسيبحثون عن سبل لتفادي التسييل.
وتضاءلت أحجام التداول مما يجعل تحركات السعر أشد تذبذباً، حيث فقد مستثمرون كثيرون الأمل في الأسهم الصينية منذ الصيف الماضي عندما انهارت الأسهم 40 %.
تدابير حكومية
وتدخلت الصين لكبح التراجع وتدبير شكل من التعافي، لكن كل من ظن أن التراجع بلغ مداه وعاود الشراء سيتكبد خسائر من جديد.
ومازال المستثمرون قلقين من تفاقم الخسائر في اليوان رغم إبقاء بنك الشعب الصيني على نقطة المنتصف اليومية دون تغير يذكر منذ الفزع الذي أثاره في السوق عندما خفض سعر القطع خفضاً حاداً في أوائل يناير.
وكانت تلك هي المرة الثانية في ستة أشهر التي يسمح فيها البنك المركزي بتراجع حاد في العملة، وهو ما أعقبه تدخل قوي لجلب الاستقرار إليها ودرء المضاربات.
وبلغ السعر الفوري لليوان 6.5798 أمس بارتفاع طفيف عن إغلاق أول من امس في حين بلغ السعر في السوق الخارجية 6.6114 بانخفاض 0.5 % عن السعر المحلي.
ويتيح البنك المركزي سيولة وفيرة للنظام المصرفي تفادياً لأي أزمة نقص في السيولة قبيل احتفالات السنة القمرية الجديدة التي تبدأ في أوائل فبراير.
توخي الحذر
وارتفع مؤشر نيكاي القياسي في بورصة طوكيو للأوراق المالية مقترباً من أعلى مستوى في أسبوعين أمس بعد انتعاش »وول ستريت« بينما توخى المستثمرون الحذر.
وصعد نيكاي 2.7 % ليغلق على 17163.92 نقطة في أعلى مستوى إغلاق منذ 14 يناير.
في حين زاد مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً ثلاثة بالمئة إلى 1400.70 نقطة مع ارتفاع كل المؤشرات الفرعية التي يضمها وعددها 33 مؤشراً.
وارتفع مؤشر جيه.بي.اكس-نيكي 400 بنسبة 2.9 % إلى 12629.20 نقطة.
نتائج
صعدت الأسهم الأميركية وارتفعت مؤشرات بورصة »وول ستريت« أكثر 1 % أول من أمس مدفوعة بقفزة في أسعار النفط ونتائج فصلية قوية أعلنتها شركات 3 إم وجونسون آند جونسون وبروكتور آند جامبل.
وأنهى مؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول مرتفعاً 282.01 نقطة أو ما يعادل 1.78 % إلى 16167.23 نقطة في حين صعد مؤشر ستاندرد أند بورز500 الأوسع نطاقاً 26.55 نقطة أو 1.41 % ليغلق عند 1903.63 نقاط.
وأغلق مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم التكنولوجيا مرتفعاً 49.18 نقطة أو 1.09 % إلى 4567.67 نقطة.
