إيبولا يهاجم الأسواق العالمية وشركات الأدوية المستفيد الوحيد

البورصات تبدد أرباحها ومكاسب لملاذات آمنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يتزايد قلق المستثمرين من أنباء عن ثبوت إصابة طبيب عاد إلى نيويورك من غرب إفريقيا بفيروس الإيبولا، وهو ما أدى لتراجع البورصات الأوروبية في بداية تعاملات أمس، لتبدد مكاسبها التي حققتها في الجلسة السابقة. كما حدت تلك الأخبار من ارتفاع الأسهم اليابانية، ما أدى إلى تراجع العقود الآجلة للأسهم الأميركية، فيما قفزت أسهم الشركات التي تصنع منتجات مرتبطة بمرض الايبولا والمدرجة في طوكيو بعد ورود هذه الأنباء. ورغم المكاسب التي حققتها ملاذات آمنة مثل السندات والين انخفض المعدن الأصفر.

مؤشرات

ونزل مؤشر يوروفرست 300 للأسهم الأوروبية 0.5 % إلى 1310.25 نقاط.

وفي أنحاء أوروبا تراجع مؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني عند الفتح، بينما انخفض كاك 40 الفرنسي 0.4 % وداكس الألماني 0.5 %.

وارتفعت الأسهم اليابانية بدعم من ضعف الين وصعود الأسهم الأميركية أول من أمس، لكن مكاسبها جاءت محدودة بسبب تقارير عن ظهور حالة إصابة بفيروس الايبولا. وقفزت أسهم الشركات التي تصنع منتجات مرتبطة بالإيبولا والمدرجة في طوكيو بعد ورود هذه الأنباء.

وارتفع مؤشر نيكاي القياسي في بورصة طوكيو للأوراق المالية 0.7 % إلى 15241.94 نقطة.

وزاد مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.7 % ليغلق عند 1241.10 نقطة، وتقدم مؤشر جيه.بي.اكس-نيكاي 400 الجديد بنفس النسبة ليصل إلى 11290.51 نقطة.

وسجلت بورصة موسكو انخفاضا بحيث تراجع مؤشراها الرئيسيان بنسبة 0,47% لميسكس و0,89% لـ«ار تي اس».

وقلصت الأسهم الأميركية مكاسبها أواخر التعاملات أول من أمس، بعد أن ترددت أنباء عن فحص طبيب في مستشفى بمدينة نيويورك للاشتباه بإصابته بالإيبولا. وكانت الأسهم قد لاقت دعما من نتائج أعمال شركات منها كاتربيلار.

وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي عند الإغلاق 216.58 نقطة بما يعادل 1.32 % ليصل إلى 16677.90 نقطة.

وقفز مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 23.71 نقطة أو 1.23 % ليسجل 1950.32 نقطة. وزاد مؤشر ناسداك المجمع الذي يغلب عليه قطاع التكنولوجيا 69.95 نقطة أو ما يوازي 1.6 % إلى 4452.79 نقطة.

وارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات لأول مرة للحصول على إعانة البطالة الأسبوع الماضي لكن الاتجاه الأساسي يشير إلى تحسن الأوضاع في سوق العمل في الولايات المتحدة.

وقالت وزارة العمل الأميركية إن طلبات صرف إعانة البطالة زادت 17 ألفا إلى 283 ألفا معدلة موسميا في الأسبوع الذي انتهى في 18 من أكتوبر.

وجاء ذلك في أعقاب ثلاثة أسابيع متتالية من الانخفاض، وهو ما دفع الطلبات إلى مستويات لم يسبقها مثيل منذ عام 2000. وجاءت الزيادة في الأسبوع الماضي متوافقة مع توقعات الخبراء الاقتصاديين.

وهبط المتوسط المتحرك لطلبات إعانة البطالة في أربعة أسابيع - ويعد مؤشراً أفضل على اتجاهات سوق العمل - إلى 281 ألفاً مسجلاً أدنى مستوياته منذ عام 2000 من 284 ألفاً معدلاً في الأسبوع السابق.

تراجع الذهب

تراجع الذهب للجلسة الثالثة على التوالي ويتجه لوقف موجة صعود استمرت أسبوعين مع ارتفاع الدولار وصدور بيانات اقتصادية قوية وهو ما قلل من جاذبية المعدن باعتباره أداة تحوط.

وتأثر الذهب سلبا بنتائج اقتصادية عالمية قوية نشرت أمس الخميس وهدأت مخاوف المستثمرين بعد موجة هبوط في الآونة الأخيرة، وهو ما دفع الكثيرين إلى العزوف عن الذهب والعودة إلى أصول تنطوي على مخاطر أكبر.

ونزل سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.3 % قبل أن يتعافى ليجري تداوله عند 1231.70 دولارا للأوقية (الأونصة). وانخفض المعدن أكثر من 1 % في الجلستين السابقتين. ويتجه الذهب إلى إنهاء الأسبوع على خسائر قدرها 0.5 % مع صعود الدولار بعد تراجعه على مدى أسبوعين متتاليين. ومن بين المعادن النفيسة الأخرى زاد سعر الفضة 0.35 % إلى 17.21 دولارا للأوقية. وارتفع سعر البلاتين 0.39 % إلى 1253.5 دولارا للأوقية، بينما صعد سعر البلاديوم 0.75 % إلى 783.05 دولار، للأوقية.

تراجع اليورو

تراجع اليورو مع توخي المستثمرين الحذر قبل صدور نتائج اختبارات التحمل لبنوك منطقة اليورو غدا، بينما ارتفع الين بدعم من الإقبال على الملاذات الآمنة بسبب تجدد المخاوف من فيروس الايبولا في نيويورك.

وفي التعاملات الأوروبية من المحتمل أن تركز الأنظار على الجنيه الاسترليني قبل صدور بيانات الناتج المجلي الإجمالي البريطاني في الربع الثالث. وتشير التقديرات إلى أن معدل النمو سيتباطأ في الربع الثالث، وهو ما يزيد من التوقعات بأن أسعار الفائدة ستبقى منخفضة لفترة أطول. وسجل اليورو تراجعا طفيفا أمام العملة الأميركية ليصل إلى 1.2638 دولار بالقرب من أدنى مستوى له في أسبوعين الذي سجله الخميس. وبلغ اليورو 136.70 يناً بانخفاض نحو 0.1 %.

وتراجع الدولار نحو 0.1 % أمام العملة اليابانية إلى 108.15 ينات بعد أن نزل في وقت سابق إلى 107.86 ينات.

تراجع الروبل الروسي الى مستوى قياسي جديد إزاء اليورو والدولار وذلك على خلفية الأزمة الأوكرانية والعقوبات الاقتصادية على موسكو بالإضافة الى تراجع أسعار النفط.

وارتفع اليورو الى 53,04 روبلاً ليبلغ عتبة 53 روبلاً التي تخشاها الأسواق والمستهلكون الأفراد. كما تراجع الروبل الى مستوى قياسي أمام الدولار الذي سجل 41,96 روبلاً في الوقت نفسه.

ومنذ بداية أكتوبر سجل الروبل تراجعا بمستويات قياسية مقابل الدولار واليورو.

واستقر الاسترليني أمام الدولار واليورو لكنه قد يتعرض لضغوط إذا جاءت بيانات الناتج المحلي الإجمالي البريطاني دون التوقعات. ونزل الاسترليني أمام الدولار هذا الأسبوع متأثرا ببيانات اقتصادية ضعيفة ومحاضر اجتماع بنك انجلترا المركزي التي مالت إلى سياسة التيسير.

86 دولاراً لبرنت وقيود سفر قد تقلص طلب وقود الطائرات

أثار ظهور حالة إصابة مؤكدة بفيروس الإيبولا في نيويورك مخاوف في أسواق النفط من أن يؤدي فرض قيود على السفر إلى تقليص الطلب على وقود الطائرات، ما أدى بهبوط سعر خام برنت إلى نحو 86 دولارا للبرميل، والتي تأثرت أيضاً بتوقعات لنمو اقتصادي ضعيف تؤثر سلبا على توقعات الطلب.

ونزل سعر مزيج برنت في العقود الآجلة تسليم ديسمبر 1.02 دولار إلى 85.81 دولارا للبرميل قبل أن يتعافى قليلاً ليصل إلى نحو 86 دولارا للبرميل.

وانخفض سعر الخام الأميركي في عقود ديسمبر 70 سنتا إلى 81.39 دولارا للبرميل.

وتوقع خبراء اقتصاديون في استطلاع لرويترز نموا محدودا في الصين ومنطقة اليورو في العام المقبل، لكن الاقتصاد الهندي يظهر بوادر أكثر إيجابية.

وأججت الآفاق القاتمة في اثنتين من كبرى الأسواق المستهلكة للنفط المخاوف من تباطؤ الطلب على النفط في وقت يشهد وفرة في المعروض العالمي.

ويتجه برنت إلى إنهاء الأسبوع مستقرا بعد خسائر حادة استمرت أربعة أسابيع. وارتفع خام القياس الأوروبي 2.12 دولار الخميس بدعم من أنباء عن انخفاض إمدادات السعودية للسوق في سبتمبر.

غير أن الكثير من المحللين يرون أن السوق بالغت في رد فعلها على هذه الأنباء في ضوء ارتفاع إجمالي الإنتاج السعودي على أساس شهري مع تخزين النفط الذي لم تصدره المملكة.

وكانت السعودية أكبر مصدر للخام في العالم ألمحت من قبل بأنها راضية عن الانخفاض الملحوظ في أسعار النفط وأبدت استعدادها للحفاظ على ارتفاع مستويات المعروض من أجل المنافسة على حصة في السوق.

تداعيات

من ناحية أخرى ذكر محللون أن دول الخليج قادرة على مواجهة تداعيات انخفاض أسعار النفط الخام، فيما تعمل دول منتجة على كبح تراجع الأسعار على خلفية العرض المرتفع والنظرة المستقبلية المتشائمة للاقتصاد العالمي.

وتراجعت أسعار الخام إلى أدنى مستويات منذ أربع سنوات وخسرت منذ يونيو ربع قيمتها، وذلك بسبب وفرة العرض وانخفاض الطلب والتوقعات السلبية لنمو الاقتصاد العالمي.

ودفع هذا الوضع أعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط من خارج مجلس التعاون الخليجي إلى الحديث عن خفض الإنتاج لدعم الأسعار.

وتنتج دول مجلس التعاون الخليجي 17 مليون برميل من النفط يوميا، بينها بين 12 و13 مليون برميل يتم تصديرها. وتحصل هذه الدول على 90 % من إيراداتها العامة من عائدات النفط.

والسعودية والإمارات والكويت وقطر دول أعضاء في أوبك، وهي تنتج مجتمعة حوالى 16 مليون برميل يوميا، أي اكثر من نصف إنتاج دول أوبك الذي يصل إلى 30,5 مليون برميل في اليوم.

وقال الخبير الاقتصادي السعودي عبد الله الكويز "لا اعتقد أن دول مجلس التعاون الخليجي تتأثر بعمق بانخفاض الأسعار على المدى القصير، والتأثير على دول أوبك خارج مجلس التعاون الخليجي سيكون اكبر بكثير".

وأضاف هذا المسؤول النفطي السابق في مجلس التعاون ان "غالبية دول مجلس التعاون كونت تحوطات مالية صلبة تسمح لها بالتعامل مع التداعيات، وجميع الدول الخليجية احتسبت ميزانية على أساس سعر 80 دولاراً للبرميل أو أقل".

وارتفعت عائدات دول مجلس التعاون الخليجي لا سيما النفطية منها، من 366 مليار دولار في 2009 الى 729 مليار دولار العام الماضي، بحسب إحصائيات صندوق النقد الدولي ومجموعة كامكو الاستثمارية الكويتية.

واعتبر المحلل الكويتي موسى معرفي ان دول الخليج "في موقع صلب للصمود بضع سنوات" إذا ما اندلع خلاف حول مستويات الإنتاج.

وفي تقرير أصدره مؤخرا، اعتبر صندوق النقد الدولي ان دول الخليج قادرة على الاستمرار في برامجها الإنفاقية على المدى القصير.

العراق يراجع استيراد مشتقات النفط

أعلن ديوان الرقابة المالية العراقي، عن مراجعة سياسة وزارة النفط بشأن الحد من استيراد المشتقات النفطية وخطط زيادة الإنتاج محليا، مشيرا الى أن نسبة المستورد إلى الحاجة المحلية بلغ 14% و38% لمادتي الغاز والبنزين وبكلفة بلغت أكثر من 13 مليار دينار، بسبب عدم إنشاء أي مصفاة متكاملة بخطوط إنتاجية ولكل المنتجات خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وعدم دخول التكنولوجيا الحديثة في عمليات الإنتاج والإخفاق في اختيار شركات رصينة للتعامل معها.

وقال ديوان الرقابة المالية في بيان، إن "ديوان الرقابة المالية الاتحادي قام بمراجعة سياسة وزارة النفط خلال عملية تقويم أداء أجراها بهذا الخصوص للحد من استيراد المشتقات النفطية والخطط الموضوعة لزيادة الإنتاج محلياً".

وأضاف الديوان، أن "نسبة المستورد إلى الحاجة المحلية 14% و38% لمادتي الغاز والبنزين وبكلفة بلغت 13 مليارا و931 مليون دولار". بغداد – عراق احمد

Email