هشاشة النمو في الصين تفاقم مخاوف الطلب

السلع تنحدر إلى أدنى مستوى منذ منتصف 2009

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

هبطت السلع للأسبوع الثالث على التوالي إلى أدنى مستوياتها منذ شهر يوليو 2009 بعد أن أشارت البيانات الاقتصادية إلى استمرار الضعف في الصين مما يؤجج المخاوف العالمية بشأن الطلب على السلع والنفط. وفي هذه الأثناء، يحافظ الاحتياطي الفيدرالي الأميركي على مساره باتجاه البدء في تسوية الأسعار في وقت ما من السنة المقبلة.

وقال التقرير الاسبوعي للسلع الذي يعده بنك ساكسو أنه في أوروبا، بدأ البنك المركزي الأوروبي عمليات إعادة التمويل طويلة الأجل الخاصة به بينما تعرض السوق لأكبر عرض اكتتاب من قبل مجموعة علي بابا.

وقد اختار الاسكتلنديون عند ذهابهم إلى صناديق الاقتراع عدم الانفصال عن المملكة المتحدة مما أعاد التركيز على الدولار الذي استأنف البناء على زخمه الإيجابي الحالي.

وأدى الاختلاف الحالي بين أوروبا واليابان مقابل الولايات المتحدة إلى ارتـــفاع الدولار لعشرة أسابيع مستمرة وهو أطول انتعاش منذ 1967 حسب بلومبيرغ.

النمو العالمي

وقال أولي هانسن رئيس استراتيجية السلع في بنك ساكسو إنه على خلفية ارتفاع الدولار، عانت السلع بسبب التطورات المتفاوتة في النمو الاقتصادي العالمي ومعدلات الفائدة من عمليات البيع على نطاق واسع في معظم القطاعات لاسيما قطاع الزراعة الذي بقي مضطرباً نتيجة ارتفاع العرض في معظم المحاصيل الرئيسية حيث بيعت كافة السلع إلا قليلاً منها، لا سيما المنتجات الزراعية كالقطن والقمح والقهوة.

ونجد على رأس القائمة الكاكاو الذي استمرت أزمة الإيبولا في تقديم الدعم له حيث انتشر المرض في خمس دول غرب أفريقية ويوجد البعض منها بالقرب من أكبر مناطق الانتاج العالمية في ساحل العاج. وربما يُسفر أي انتشار أكبر عن تأثير هائل على قدرة البلد على حصاد الحبوب وتصديرها.

خفض الانتاج

وأضاف هانسن إن أسعار الطاقة استطاعت الدخول ضمن التداول هذا الأسبوع مع التركيز الراهن والجاري على العرض مع كون احتمال تعويض هبوط الأسعار أكثر ما يبدو على أنه الجولة الأولى من التدخل الشفهي من قبل منظمة الأوبك وتأكيدها على احتمالات خفض الانتاج حيث حدث هذا تزامناً مع الأخبار التي تفيد بتخفيض المملكة العربية السعودية لإنتاجها من النفط خلال 18 شهر في أغسطس.

وقال رئيس استراتيجيات السلع في بنك ساكسو إنه في طريقنا إلى موسم انخفاض الطلب على النفط يبدو الاحتمال الأكبر في بقاء الأسعار تحت الضغط خلال الأسابيع القادمة بغض النظر عن نوايا منظمة «أوبك» والخـــوف المــــتجدد حول احتمال تجدد الاضطرابات في ليبيا التي باتت تُنذر بالخطر مع توقف الانتاج في حقل نفط رئيسي بعد هجوم صاروخي قريب منه.

العقود العاجلة

واستمرت عقود خام غرب تكساس الوسيط العاجلة في جذب الفارق خلال الأشهر الحالية حيث استمرت الحالة العكسية في خام برنت بعد هبوط الطلب على المصافي وازدياد العرض لا سيما من ليبيا مما أدى إلى استمرار خضوع أسعار العقود العاجلة للضغط.

وبشكل عام، قام خام غرب تكساس الوسيط حتى الآن بتأسيس مجال بين 90 دولارا للبرميل و95 دولارا للبرميل بينما وجد خام برنت مقاومة قوية عند 100 دولار للبرميل مع وجود الدعم عند أدنى مستوى في عام 2013 عند 96.75 دولاراً للبرميل.

ارتفاع المخزونات

وأضاف أولي هانسن أن كل من الدولار القوي وارتفاع المخزونات وزيادة تسليط الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الضوء على مـــعدلات الفائدة الرسمية ساهم في خلق رياح عكسية قوية للذهب وعلى وجه الخصوص الفضة حيث شهد الزخم السلبي الحالي هبوط الفضة إلى أدنى مستوياتها في 4 سنوات إلى 18 دولارا للأونصة بينما استمر الذهب في الزحف هبوطاً باتجاه الدعم الرئيسي تحت الأسعار الحالية بنسبة 3 %.

وعلى الرغم من أن لجنة السوق الفيدرالية المفـــــتوحة قــد كررت وعودها بالحفـــاظ على معدلات الفائدة الرسمية لمدة طويلة، ساعدت العودة للارتفاع فيما يتـــعلق بالأفراد الذي يتوقعون معدلات مرتفعة في خلق بعض عمليات البيع الإضافية وأعاد المتداولون تعديل توقعاتهم للمسار المستقبلي بخصوص معـــدل الأموال الفيدرالية الفعالة.

أسواق الذهب

توقع بنك ساكسو تواصل الزخك سلبياً في أسواق الذهب على المدى القريب لا سيما مع الأخذ بالاعتبار الاعتقاد بأن الدولار سيرتفع أكثر. ويتمثل المفتاح بالنسبة للذهب الآن في التمسك بالدعم عند مستوى 1182 والذي يمثل أرضية مزدوجة في السوق إذ نشأت بعض العلامات التي تدل على ارتفاع الطلب في سوق الذهب الفعلي بعد هبوط السعر الحالي وعلى الرغم من ذلك.

وبينما يساعد هذا على تخفيف حدة الهبوط، يمكن ألا يكون كافياً في هذه المرحلة لقلب الميل السلبي الراهن.

Email