برنت يخسر 2.8% في أغسطس والخام الخفيف 2.3% رغم التوترات السياسية

بوصلة النفط تتحرك عكس الاتجاه

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد أسواق النفط الدولية حالة من اختلال الموازين، إذ ترتفع الأسعار في الوقت الذي تعكس الشواهد الاقتصادية ضرورة انخفاضها، وتأتي انخفاضاتها في أكثر فترات السوق اضطراباً، وكأن البوصلة النفطية فقدت اتجاهها. ورغم التطورات المتلاحقة لوتيرة الأحداث السياسية في منطقة الشرق الأوسط، والتي تنتج 40% من النفط العالمي، إلإ أن الأسعار تنخفض بشكل يجعل من الصعب التنبؤ باتجاهاتها المستقبلية.

وسجلت أسعار النفط في أغسطس ثاني خسائر شهرية على التوالي مع هبوط برنت 2.8 % مغلقاً عند 10.3.19 دولار والخام الخفيف 2.3 % عند 95.96 متضررة من وفرة في المعروض وضعف في الطلب. وخسر برنت أكثر من 12 % منذ بلغ ذروته في تسعة أشهر في يونيو ليهبط لأدنى مستوى في 14 شهرا الأسبوع الماضي بعدما تسبب ضعف الطلب في تخمة الإمدادات.

لكن عموماً وعلى الرغم من وفرة المعروض العالمي وتوقعات بتسجيل اكبر الدول المستهلكة للخام معدلات تباطؤ بالنمو بما يعني بالضرورة تراجع الطلب على النفط، إلا أن الأسعار مازالت تحافظ على بقائها فوق حاجز الـ100 دولار للبرميل، مستفيدة من ضعف المخزون الأميركي وتصاعد حدة الأحداث السياسية والأمنية في الشرق الأوسط وشرق أوروبا.

وأظهرت أحدث بيانات عن المخزونات الأميركية انخفاض أكبر من المتوقع بلغ 2.07 مليون برميل، مما ساهم في التغطية على مخاوف تباطؤ النمو في دول أخرى مستهلكة، إذ تعد المخزونات الأميركية أحد أهم المؤشرات للتعرف على آفاق الطلب في أكبر بلد مستهلك للنفط في العالم.

العراق وليبيا

وحافظ العراق وليبيا عضوا منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) على مستويات الإنتاج رغم الاضطرابات السياسية والأمنية في البلدين. ولم يؤثر احتدام العنف في شمال العراق على استمرار تدفق صادرات النفط من الجنوب، بما أدى إلى استبعاد المستثمرين احتمال تعثر إمدادات النفط من المنطقة.

وأفاد محللون بأن إنتاج النفط من «مجموعة الدول الأكثر عرضة للخطر» في أوبك مثل إيران وليبيا والعراق ونيجيريا آخذ في الارتفاع وليس الانخفاض، إذ بلغت إجمالي الإمدادات التي تعطلت من هذه الدول أقل من 400 ألف برميل يومياً في يوليو الماضي، وعلى الرغم من ذلك فإنها ما زالت أعلى من العام الماضي.

وكان مقاتلو «داعش» قد حققوا مكاسب في شمال العراق في الأسابيع الأخيرة من خلال الاستيلاء على بلدات وحقول نفطية، واجهتها الولايات المتحدة بغارات جوية، فيما تعد واشنطن خيارات عسكرية للضغط على التنظيم في سوريا.

تباطؤ نمو

تشهد الصين وأوروبا احتمالات تباطؤ للنمو في ظل الأرقام المعلنة بما يؤدي إلى وفرة في المعروض النفطي في حوض الأطلسي، إلا أن رئيس وزراء الصين اكتفى بالتأكيد على ثقة بلاده من الحفاظ على معدل نمو معقول، دون الخوض في تفاصيل. وتهدف الحكومة الصينية إلى تحقيق نمو اقتصادي سنوي نسبته 7.5% هذا العام.

الصادرات السعودية

وفي سياق متصل، أظهرت بيانات رسمية تراجع صادرات النفط الخام السعودية في يونيو إلى أدنى مستوياتها في حوالي ثلاث سنوات مع زيادة كميات الخام المستخدمة في تشغيل محطات توليد الكهرباء في المملكة إذ يرتفع استهلاك الطاقة في اشهر الصيف نتيجة ارتفاع استخدام أجهزة مكيفات الهواء.

وصدرت السعودية - أكبر بلد مصدر للخام في منظمة أوبك- 6.946 ملايين برميل يوميا من النفط الخام في يونيو منخفضة بشكل طفيف من 6.987 ملايين برميل يوميا في مايو بحسب ما نشرته مبادرة البيانات النفطية.

وتراقب أسواق النفط عن كثب التغيرات في الإنتاج السعودي لأنها هي الدولة الوحيدة التي لديها طاقة إنتاجية فائضة كبيرة تمكنها من تعديل الإنتاج وفقا للطلب.

روسيا وأوروبا

يأتي ذلك في الوقت الذي استبعدت فيه وكالة التصنيف الدولية «فيتش» قيام الاتحاد الأوروبي بتقليص طلبه على الغاز الروسي خلال العقد المقبل على الأقل لعدم وجود مصادر بديلة خلال تلك الفترة.

وأضافت الوكالة أن استخراج أوروبا للغاز الصخري ما زال في مراحله الأولى، وسيلزم المزيد من الوقت قبل التمكن من استخراج كميات كبيرة لتغطية الطلب على الغاز في الاتحاد الأوروبي، وحتى لو حاول الاتحاد الأوروبي استبدال الغاز بمصادر طاقة أخرى مثل الفحم الحجري فروسيا تزود الاتحاد الأوروبي بـ 26% من احتياجاته من الفحم.

Email