قال موقع «ديلي بيست» ان قدرة الولايات المتحدة التجارية والسياسية على الانخراط تجاريا مع العالم وإتقان عملية العولمة، هو ما يجعلها تتفوق على أقرانها من الدول المتقدمة في الاداء الاقتصادي.
وهذا هو ما يجعل اميركا أكبر المستفيدين في العالم من عملية العولمة، التي توجهها لصالحها.
وأكد أن البيانات الاقتصادية الصادرة في الولايات المتحدة تدعو للتفاؤل، فقد تراجع معدل البطالة وارتفعت ثقة المستهلك وعادت الديون الشخصية الى مستواها الطبيعي، وبالتالي لم يكن من المدهش ان يشير تقرير النمو الاقتصادي عن الربع الاول من العام الجاري الى ارتفاع الانفاق استهلاكي الى ضعف ما كان عليه في ارباع العام السابق.
ويرتفع الاستثمار في الاسكان حاليا بمعدل 14% سنويا، مقابل تراجع بنسبة 25% في الربع الاول من العام الماضي.
وشهدت اسعار المنازل ارتفاعا على مدى شهور متتالية. لا يزال الاستثمار التجاري متراجعا لكن ارباح الشركات قوية وأسواق المال تسجل ارقاما قياسية جديدة.
وتفسر تلك التقارير الايجابية لماذا لم تتحرك الاسواق عندما اشار محافظ المصرف المركزي بين برنانك الى ان البرنامج الجريء للحفاظ على اسعار الفائدة منخفضة قد ينتهي اسرع من المتوقع.
تحسن
وقال الموقع إن الاوضاع في تحسن بدرجة كافية للخفض من العجز المتوقع في العامين المقبلين. وتجد الولايات المتحدة نفسها مرة اخرى المحرك الرئيس للاقتصاد العالمي، في الوقت الذي ترزح فيه اوروبا تحت نار كساد ثقيل. ويعود الفضل في كثير من هذا الى المصرف المركزي.
غير ان مواقف الشركات وتوجهاتها لها بعض من الفضل ايضا. حيث التزم صناع السياسات وأصحاب الشركات بالعولمة طوال العقدين الماضيين، خاصة اذا ما قارناهم بنظرائهم في اوروبا.
وأضاف: هذا الانخراط العميق في الاسواق العالمية هو العنصر الفعال في الانتعاش الاقتصادي واستعادة قوته. والصادرات من اهم العوامل في الانتعاش الاقتصادي الحالي.
كما ان سنوات من المنافسة المستمرة في الاسواق العالمية جعلت العديد من الصناعات في الولايات المتحدة اكثر تنافسية وكفاءة وإبداعا من نظيرتها في الدول المتقدمة الاخرى.
العجز التجاري
وأكد الموقع ان تراجع العجز التجاري الاميركي يوفر الدليل القاطع على أهمية هذه الامور.
ففي الربع الاول من العام الجاري مثلا تراجع العجز التجاري بمقدار 22 مليار دولار مقارنة بنفس الفترة من العام السابق. قد يبدو هذا تطورا مهما، في ظل النمو الاعلى في اميركا مقارنة بأوروبا واليابان.
حقيقي انه كان هناك ارتفاع في بعض الواردات الاميركية، غير ان الصادرات ايضا ارتفعت، بما فيها السلع عالية التقنية التي تمثل 19% من اجمالي الصادرات الاميركية.
السبب الرئيس في هذا هو العولمة. الشركات الاميركية العالمية التي انفقت لعدة سنوات لانشاء مواقع اقدام لها في انحاء العالم تجني الثمار الآن من الاسواق العالمية الصاعدة سريعة النمو.
اسواق أميركا التقليدية في اوروبا واليابان تستقبل حاليا 25% فقط من الصادرات. لكن دول منطقة اميركا الشمالية للتجارة الحرة تستقبل 32%، وكندا تستقبل 19% والمكسيك تستقبل 13% . وهناك 12% اخرى تذهب الى بقية دول اميركا اللاتينية، و7% الى الصين، و13% الى دول اسيا باستثناء اليابان.
تنافسية الشركات
ربما كانت الشركات الأميركية متعددة الجنسيات لها استراتيجيتها في تقليل الضرائب التي تدفعها في الولايات المتحدة. غير ان استثمار تلك الشركات لسنوات في اسواق خارجية أكثر من الشركات من بلدان اخرى (غير الولايات المتحدة) قد أبلى حسنا لصالح الاقتصاد المحلي.
وكان على تلك الشركات ان تتنافس مع الاخرين من الذين ينتجون منتجات منخفضة التكلفة في اسواق يعرفونها أكثر من الشركات متعددة الجنسيات الاميركية. أجبرت تلك المنافسة الشرسة الشركات الاميركية العالمية على ان تخرج بكفاءات وإبداعات جديدة.
