انكمش اقتصاد منطقة اليورو للربع السادس على التوالي في بداية هذا العام وهي أطول فترة ركود للمنطقة منذ بدء تسجيل البيانات عام 1995.
وقال مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات) إنه نتيجة لتراجع الناتج الاقتصادي في شتى دول المنطقة من فرنسا إلى فنلندا انكمش اقتصادها بمعدل 0.2 % في الفترة من يناير إلى مارس.
وهذا أسوأ من توقعات الاقتصاديين في استطلاع أجرته «رويترز» والتي أشارت إلى انكماش بمعدل 0.1 %. ويبرز ذلك الآثار الخطيرة لأزمة الديون والبنوك في منطقة اليورو التي رفعت أعداد العاطلين عن العمل إلى مستوى قياسي يبلغ 19 مليوناً.
وبالرغم من أن ألمانيا استطاعت النمو بمعدل 0.1 % في الربع الأول إلا أن هذه الفترة من الركود أصبحت أطول من فترة انكماش دامت خمسة فصول في أعقاب الأزمة المالية العالمية التي حدثت في 2008-2009.
الاقتصاد الفرنسي
دخلت فرنسا مرحلة ركود اقتصادي إثر تراجع الناتج المحلي الإجمالي في الفصل الأول من العام 2013 بنسبة 0.2 %، بعد أن كان سجل تراجعاً بنسبة 0.2 % بالفصل الأخير من العام الماضي.
وأظهرت الأرقام الصادرة عن وكالة الإحصاء الوطنية (إنسي)، أن الناتج المحلي الإجمالي في فرنسا تراجع بنسبة 0.2 % في الفصل الأول من العام 2013، كما أن الأرقام المراجعة للفصل الأخير من عام 2012 أظهرت تراجعاً بنسبة 0.2 % مقارنة بالفصل الذي سبقه.
ويعني تراجع الناتج المحلي الإجمالي لشهرين متتاليين أن البلاد بمرحلة ركود اقتصادي.
ولم يحقق الاقتصاد الفرنسي نمواً ملحوظاً في السنة الماضية، ما يشكل تحدياً إضافياً للرئيس فرنسوا هولاند الذي لم يتمكن حتى الآن من تنفيذ وعوده الانتخابية.
ويرجح أن يزيد الركود الاقتصادي في فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد بمنطقة اليورو، المشاكل الاقتصادية في بقية الدول الأوروبية التي تواجه مصاعب بالنموّ في ظلّ المساعي للحدّ من الديون والإنفاق.
وصرح وزير المالية الفرنسي بيار موسكوفيسي انه يتوقع ان يسجل الاقتصاد نمواً صغيراً بنسبة 0,1% في العام 2013، وجدد وعد الحكومة بخفض معدل البطالة في نهاية العام.
وقال ان الانكماش "ليس مفاجئاً" وان "السبب الرئيسي فيه هو الظروف التي تشهدها منطقة اليورو".
البرتغال تنضم للنادي
وانضمت البرتغال إلى نادي الركود الأوروبي حيث قال مكتب الإحصاء في البرتغال "إيني" إن الركود في البلاد تفاقم في الربع الأول من العام الجاري مع انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 9ر3% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وانكمش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 8ر3% في الربع الأخير من العام الماضي.
وتوقعت المفوضية الأوروبية أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي للبرتغال بأكثر من 2% خلال العام الجاري بأكمله.
وألقى معارضون بمسؤولية الركود على سياسات التقشف التي تعتمد على توجيهات الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي وتنفيذها مقابل الحصول على حزمة إنقاذ بقيمة 78 مليار يورو (101 مليار دولار) في عام 2011.
0.5% انكماش اقتصاد إيطاليا
قال مكتب الإحصاء الوطني الإيطالي "إيستات" إن الناتج المحلي الإجمالي للبلاد سجل انكماشاً بنسبة 5ر0% على أساس فصلي في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.
وبذلك، يعاني ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو من انكماش للربع السنوي السابع على التوالي، وقد تجاوز معدل الانكماش التوقعات.
وكان متوسط التوقعات بين خبراء الاقتصاد يدور حول انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3ر0%.
تراجع الناتج الداخلي لقبرص
سجل اقتصاد قبرص انكماشاً نسبته 4,3% خلال الربع الاول من 2013 مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي بحسب ارقام رسمية.
وهو الفصل السابع على التوالي الذي يشهد فيه اجمالي الناتج الداخلي تراجعاً على الجزيرة المتوسطية التي تشهد ازمة اقتصادية كبيرة.
واظهرت الأرقام الأخيرة ان اجمالي الناتج الداخلي تراجع بـ1,3% مقارنة مع الربع الأخير من العام 2012 الذي شهد طفرة في القطاع السياحي الوحيد الذي سجل تقدماً في اقتصاد الجزيرة.
وبحسب مكتب الإحصاءات سجلت قطاعات البناء والصناعة والكهرباء والنقل والتجارة والخدمات تراجعاً بين يناير ومارس 2013.
وكانت المفوضية الأوروبية اعتبرت في توقعاتها الاقتصادية التي نشرت مطلع مايو ان الاقتصاد القبرصي سيشهد انكماشاً كبيراً حتى 2014 مع تقليص كبير للقطاع المصرفي وجهود لجمع 13 مليار يورو على ثلاث سنوات.
وسيتراجع اجمالي الناتج الداخلي بـ12,6 % خلال عامي 2013-2014 مع تراجع نسبته 8,7% فقط هذه السنة بحسب المفوضية.