هيمن القلق من تباطؤ الانتعاش العالمي على مباحثات اجتماعات مجموعة السبع في حين اعتبرت الولايات المتحدة أن إجراءات التقشف في أوروبا تكبح النمو وأرسلت في الوقت نفسه رسائل لليابان تحذرها فيها من تخفيض قيمة عملتها.

وقال وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن إن وزراء مالية دول مجموعة السبع قد اتفقوا على المضي قدما في وضع إجراءات لمعالجة انهيار البنوك دون تحميل دافعي الضرائب بتكاليف ذلك.

وقال أوزبورن إن وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية المجتمعين خارج لندن قد أعادوا التأكيد على ضرورة أن تستهدف السياسة المالية والنقدية بواعث القلق المحلية لا التلاعب في العملة.

وأبلغ الصحفيين بقوله "لن نستهدف أسعار الصرف." وقال أوزبورن إن المحادثات تركزت على الإصلاحات المصرفية غير المكتملة بعد خمس سنوات من تفجر الأزمة المالية. وقال "من المهم الإسراع باتمام عملنا للتأكد من أنه لا توجد بنوك من الضخامة بحيث لا يمكن السماح بانهيارها . يجب أن نضع الأنظمة موضع التنفيذ.

للتعامل مع البنوك المنهارة ولحماية دافعي الضرائب وأن يكون ذلك بشكل متسق على الصعيد العالمي." وأضاف إن الخلافات بشأن ما إذا كان ينبغي على الحكومات أن تركز على خفض الديون أم تعزيز النمو أقل من الاعتقاد السائد. وقال "من الواضح لدى الجميع أنه ينبغي أن يكون هناك انضباط مالي يعول عليه في المدى المتوسط . واتفقنا أيضا على ضرورة التحلي بالمرونة."

تحذير أميركي

وأبلغت الولايات المتحدة اليابان أنها ستتابع أي علامة على التلاعب بخفض عملتها ولكن طوكيو قالت انها لم تواجه اعتراضا على سياساتها خلال اجتماع لوزراء مالية مجموعة السبع.

وهبط الين إلى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات أمام الدولار الجمعة لاقل من الحد المهم من الناحية النفسية وهو 100 ين . كما هبط ايضا لادنى مستوى له منذ ثلاث سنوات أمام الين. وهذه الخطوات نجمت إلى حد ما عن قيام مستثمرين يابانيين بالتحول إلى سندات أجنبية وهي خطوة كانت متوقعة منذ أن كشف بنك اليابان عن خطة تحفيز ضخمة في يناير.

واصرت طوكيو على أن هبوط الين لم يكن أحد القضايا الساخنة خلال اجتماع وزراء المالية على الرغم من التصريحات بشأن حرب عملات عالمية. وقال وزير المالية الياباني تارو اسو للصحفيين بعد محادثات استمرت ساعات مع نظرائه في مجموعة السبع ان"اليابان قامت بتحرك نقدي ومالي جريء لانهاء الانكماش المطول مع تعاون الحكومة وبنك اليابان بشكل أوثق إلى حد بعيد.

"مجموعة السبع لم يكن لديها مشكلة بشكل خاص. أعتقد أن موقف اليابان بدأ يكتسب تفاهما أوسع." ويشعر صناع السياسة بقلق من أن اليابان تخطط لانتعاش تقوده الصادرات وهو ما يمكن أن يعرقل قدرة المناطق الاخرى على النمو.

ولكن بعد حث اليابان لسنوات لفعل شيء لانعاش اقتصادها فإن القوى العالمية الاخرى ليست في موقف قوي للتذمر الان من أنها تفعل ذلك. وبعد ذلك فهناك حقيقة أن بنوكا مركزية مثل مجلس الاحتياطي الاتحادي(البنك المركزي الاميركي) وبنك انجلترا طبعت أموالا بالطريقة التي يفعلها بنك اليابان.

وقال اولي رين كبير اقتصادي الاتحاد الاوروبي للصحفيين لدى وصوله إلى الاجتماع "من المهم أنه لا يوجد حديث عن حروب عملات تمشيا مع المناقشات السابقة في مجموعة السبع وصندوق النقد الدولي .

"هناك نقاش بشأن أفضل سبل تنسيق سياساتنا الاقتصادية."

وقال وزير المالية الالماني فولفجانج شيوبله إن اسعار الصرف الاجنبي مدرجة على جدول الاعمال وأن اليابان وعدت بانتهاج موقف حذر إزاء قضية العملة . وقال مسؤول رفيع بوزارة المالية اليابانية إن طوكيو تحترم اتفاقا بضرورة أن تركز السياسة المالية على الاهداف الداخلية وليس على التلاعب بالعملات.

وقال المسؤول إنه نتيجة لهذا فإن اليابان لا تعترض على مراقبة دول اخرى لسياساتها. وقال أيضا إنه لم تجر مناقشة هبوط الين خلال اجتماع مجموعة السبع الجمعة.

طرق للانتعاش

وقالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد إن الاجتماع سيتيح اولا "درس طريقة الانتقال من انتعاش على مراحل إلى انتعاش تام".

وفي منتصف ابريل خفض الصندوق توقعاته المتعلقة بالنمو العالمي إلى 3,3% لهذه السنة مقابل 3,5% في يناير محذرا من التفتت المتزايد للاقتصاد العالمي بين دينامية الدول الناشئة ومقاومة الولايات المتحدة والمشاكل المستمرة في منطقة اليورو.

 

اجتماعات

جرت الاجتماعات التي بدأت الجمعة وانتهت أمس في ايلسبوري على بعد نحو 60 كلم شمال لندن، وضمت وزراء المال وحكام المصارف المركزية في مجموعة دول غنية تضم المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان.