توصلت قبرص لاتفاق في آخر دقيقة مع المقرضين الدوليين لاغلاق ثاني اكبر بنوكها وبالتالي الحاق خسائر فادحة بأصحاب الودائع غير المؤمنة ومن بينهم روس أثرياء مقابل خطة انقاذ قيمتها عشرة مليارات يورو(13 مليار دولار).
وبذلك اصبحت قبرص الدولة الخامسة في منطقة اليورو التي تستفيد من خطة مساعدة دولية بعد اليونان وايرلندا والبرتغال واسبانيا التي حصلت على مساعدة من منطقة اليورو مخصصة لقطاعها المصرفي.
ووافق وزراء مالية منطقة اليورو بسرعة على الخطة التي ستنقذ قبرص من انهيار مالي من خلال اغلاق بنك قبرص الشعبي المعروف ايضا باسم لايكي وتحويل الودائع التي تقل عن 100 الف يورو الى بنك قبرص لانشاء"بنك جديد."
وسيتم تجميد الوادئع التي تزيد عن 100 الف يورو والتي تعد غير مضمونة بموجب قانون الاتحاد الاوروبي وتستخدم لحل الديون وسيغلق بنك لايكي بشكل فعلي. وقال المتحدث باسم الاتحاد الاوروبي انه لن يتم فرض ضريبة على اي ودائع في البنوك القبرصية.
وتم التوصل لهذا الاتفاق المبدئي بعد مفاوضات شاقة بين الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس وزعماء الاتحاد الاوروبي والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي قبل ساعات من انتهاء مهلة اخيرة لتفادي انهيار النظام المصرفي.
غضب روسي
اعلن رئيس الــوزراء دميتري مدفــيديف ان روسيا ستدرس عواقــب الاتفـاق والذي سيلحق خسائر بكبار المودعين الروس.
ونقلت وكالات أنباء عن رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف قوله خلال اجتماع مع مسؤولين حكوميين "أرى أن السرقة مستمرة لما سبقت سرقته بالفعل."
طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الحكومة ان تدرس "شروط اعادة جدولة" الدين البالغة قيمته 2,5 مليار يورو الذي منحته موسكو لقبرص في 2011 كما اعلن المتحدث باسم الكرملين.
ضغوط وتهديدات
وقال مسؤول كبير مشارك في المحادثات ان أناستاسياديس هدد بالاستقالة خلال احدى المراحل اذا تعرض لضغط للذهاب الى مدى ابعد مما يجب. وكانت محاولة اولى للتوصل لاتفاق قد انهارت الاسبوع الماضي عندما رفض البرلمان القبرصي ضريبة مقترحة على كل الودائع.
وصرح دبلوماسيون بالاتحاد الاوروبي بأن الرئيس القبرصي الذي وصل الى بروكسل على متن طائرة خاصة استأجرتها المفوضية الاوروبية ناضل من اجل الحفاظ على النموذج التجاري لبلاده كمركز مالي خارجي يجتذب مبالغ ضخمة من الروس والبريطانيين الاثرياء.
قضايا خلافية
اما بخصوص "بنك قبرص" الاكبر في البلاد والذي يختزن تقريبا ثلث اجمالي الودائع في الجزيرة وبينها الكثير لمودعين روس، فلن تتم تصفيته، وقد قاومت السلطات القبرصية بشدة لتفادي هذا الحل.وتم التخلي نهائيا عن فكرة فرض ضريبة على جميع الودائع المصرفية.
وأعلن البنك المركزي القبرصي انه لم يتخذ بعد اي قرار حول اعادة فتح المصارف المقفلة منذ 16 مارس والتي كان من المقرر ان تفتح اليوم.
ووردت أنباء عن انفجار عبوة ناسفة يدوية الصنع ليل الاحد امام فرع ل"مصرف قبرص" في جنوب قبرص مما تسبب باضرار طفيفة.
ردود الأفعال
اعتبرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حزمة الانقاذ الجديدة لقبرص "قابلة للتطبيق" سواء بالنسبة للدولة المتعثرة أو لمنطقة اليورو. ودعا رئيس المجلس الاوروبي هرمان فان رومبوي الى تطبيق الاتفاق "في اسرع وقت ممكن".
ورفض وزير المالية الفرنسي بيير موسكوفيتشي اتهامات بأن الاتحاد الاوروبي اجبر القبارصة على الركوع قائلا ان النموذج القبرصي كمركز مالي خارجي فشل.
