انتعشت أسواق الأوراق المالية والأسهم والنفط وتباينت أسعار السلع الاستوائية بينما أخفق الذهب في تجاوز حاجز مقاومة مهماً لينهي أسبوعه على تراجع.

وأكد التقرير الأسبوعي لبنك ساكسو أن الميول نحو الأصول ذات المخاطر العالية بقيت في أعلى مستوياتها جراء توقعات مفادها أن الاقتصاد العالمي قد تجاوز النقطة الحرجة. يواصل ذلك في مساعدة السلع، حيث شهد قطاع الطاقة وفي مقدمته النفط الخام عودة قوية بشكل بارز. لعب كل من تحسن البيانات الاقتصادية لألمانيا -مركز الدفع في أوروبا- وتدابير التسهيل في اليابان وتأجيل الولايات المتحدة الأمريكية مفاوضات سقف الديون المالية وضعف قيمة الدولار الأمريكي دوره.

وقال أول هانسن، رئيس قسم إستراتيجية السلع في بنك ساكسو: إن معظم النشاط الإيجابي قد شوهد في مختلف الأصول الأخرى، خصوصا أسواق الأوراق المالية والأسهم، حيث وصل مؤشر أسهم مورغان ستانلي كابيتال انترناشونال وورلد للشركات الرائدة أعلى مستوى له منذ يوليو من العام 2008.

لم يتمكن الزخم الإيجابي الذي شهدته السلع -بالخصوص خلال الأسبوعين الماضيين حتى هذا التاريخ- إلا من رفع مؤشر سلع مؤشر سنادرد آند بورز وجولدمان ساكس للسلع المُثْقَل بالطاقة إلى أعلى مستوى يبلغه خلال الثلاثة أشهر وتحقيق عائد قدره 2.7% حتى هذا التاريخ من الشهر مقارنة بـ5.2% على المؤشر المذكور أعلاه مورغان ستانلي كابيتال انترناشونال وورلد.

وتحققت بعض الأرباح عبر مختلف قطاعات السلع باستثناء نقطة ضعف واحدة تمثلت في قطاع المواشي وهو فرع من الزراعة. تقلص الفرق في الأداء بين المؤشرين ليكون مجرد فروقات في التعرض لبعض السلع عبر مختلف القطاعات.

السلع الاستوائية

وتحتل السلع الاستوائية كالبن والسكّر والكاكاو المراكز العليا والدنيا على جدول أداء الأسبوع. كانت المادة الأفضل أداءا هي القطن الذي شهد الانتعاش الأطول خلال عامين جراء توقعات مفادها أن بعض مزارعي القطن في الولايات المتحدة الأميركية أكبر مصدر للقطن في العالم- سوف يتحولون عن زراعة القطن إلى المحاصيل الأكثر مردودية مثل الذرة وفول الصويا في الموسم المقبل، وبالتالي يتقلص المعروض.

نجد في أسفل قائمة هذا القطاع القهوة والكاكاو حيث هبط الأخير إلى أدنى مستوى له خلال 6 أشهر جراء تقارير تفيد بأن ساحل العاج وغانا أحد أكبر منتجي الكاكاو في العالم- هما قيد زيادة الإمداد عبر بيع البعض من محصول السنة القادمة في وقت نزل فيه الطلب خاصة في أوروبا. شهدت القهوة العربية هي الأخرى تحولا عكسيا أثناء محاولتها لإيجاد زخم لها مما جعلها تهبط 5% في جلسة تداول واحدة جراء أنباء مفادها أن مجموعة من الدول المنتجة في أميركا الجنوبية قد صدرت 15% .

إضافية خلال الربع الرابع من العام 2012 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. ولا يزال تجار المضاربة يتخذون وضعيات يكون فيها البيع أكثر من الشراء ومع أنباء بتفشي فطر فويا في أميركا الوسطى، فإن الإنتاج قد يتأثر سلبا مما يجعل السعر معرضا لعمليات شراء سلع سبق بيعها بأسعار منخفضة تجنبا للخسارة.

أسعار الطاقة

وكان سعر مكونات مزج بنزين المحركات المعدة للمزج بالأكسجين لإنتاج بنزين المحركات المركب النهائي قد ارتفع هو الآخر جراء توقعات مفادها أن المخزون في الولايات المتحدة الأميركية قد يتقلص خلال الأسابيع القادمة لأن مصافي البترول سوف تدخل في موسم الإصلاح والصيانة الذي قد يستمر حتى شهر مايو.

حيث يكون الإنتاج خلاله مرتفعا قبل موسم القيادة الصيفي. وارتفع سعر وقود التدفئة لأن طقسا أكثر برودة من أي وقت مضى قد ضرب المناطق الشمالية من الولايات المتحدة الأمريكية وأدى إلى زيادة في الطلب على هذه المادة في وقت بلغت فيه مستويات المخزون في الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأميركية مستوى أدنى بـ47% من المستوى المعهود لها في هذا الوقت من العام.

وقال هانسن: كان أفضل القطاعات أداءً في بداية عام 2013 هو قطاع الطاقة والذي -تماما مثل السنتين السابقتين- قد حقق مكاسب قوية. هذه المرة، جاء التقدم -في المقام الأول- على خلفية النمو المرتفع وتوقعات متعلقة بالطلب من أكبر المستهلكين في العالم - الولايات المتحدة والصين لأن المخاوف الجيوسياسية لا تزال حتى الآن تحت السيطرة.

 خام برنت إلى أعلى مستوى

 ارتفع خام برنت إلى أعلى مستوى بلغه خلال ثلاثة أشهر في حين إن القيمة المضافة على سعر خام غرب تكساس الوسيط قد ارتفعت لتبلغ 17.5 دولاراً للبرميل انطلاقا من قيمة منخفضة سابقة مضافة على السعر كانت عن مستوى 15 دولاراً للبرميل.

كان اتساع الفجوة قد نتج عن أنباء مفادها أن التوسع في أعمال أنبوب الطريق البحري من كوشينغ إلى مصافي خليج المكسيك لم تتمكن من نقل الكمية المتوقعة والبالغة 400 ألف برميل يوميا. إلا أن المسائل التقنية التي خفضت التدفق من المتوقع أن تكون مؤقتتة، ومتى ما عاد الوضع إلى طبيعته، فإن القيمة المضافة على سعر برنت قد تتعرض إلى الضغط في الإتجاه النزولي.

ساعدت القوة العامة للسوق نفط خام غرب تكساس الوسيط وصحبته في طريقها نحو تسجيل أقوى موجة من الأرباح الأسبوعية منذ 2009 حيث تمكن خلال هذا الوقت من تحقيق أكثر من 12%. وبقي نفط خام برنت محصورا في نطاقه السعري ما بين 105 و 115 دولاراً للبرميل والذي تداول ضمنه طوال الستة أشهر الماضية.

وبقي الزخم والميول إيجابية مما قد يدفعه قدما ليتداول في الحد الأعلى من هذا النطاق بالرغم من الدعم الجوهري المحدود لمثل هذه النقلة. لكن فيما بقي الدولار في موقف الدفاع واستمرت البيانات الاقتصادية في التحسن، فإن مثل هذا التحرك يبدو أنه الطريق إلى مقاومة أقل.