قال الأمين العام لأوبك عبد الله البدري، أمس، إن أوبك ليست قلقة من ارتفاع المخزونات في النصف الأول من العام المقبل، ما دامت أسعار النفط تتجنب التحركات المبالغ فيها من مستوياتها الحالية المقبولة.

واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على الإبقاء على المستوى المستهدف للإنتاج عند 30 مليون برميل يومياً خلال اجتماعها أمس الأربعاء، وهو مستوى تجاوزته أوبك في نوفمبر تشرين الثاني بنحو 800 ألف برميل يومياً.

وتظهر توقعات أوبك أن متوسط الطلب على نفطها سيبلغ 29.25 مليون برميل يومياً في النصف الأول من 2013، ما يعني احتمال تراكم مخزونات إذا استمرت أوبك في ضخ النفط بمستويات نوفمبر، وهو ما قد يضغط على الأسعار.

وأبلغ البدري - الذي مددت أوبك خلال اجتماعها أمس بقاءه في المنصب لعام آخر - الصحافيين في إفادة بأن هذه المسألة لا تبعث على القلق.

وقال البدري «هناك مخزون يتشكل.. هذا أمر طبيعي». وأضاف أنه خلال الربعين الثالث والرابع هذا العام، اتجهت المخزونات للتراجع «أوبك لا تقلق إلا إذا رأت... سعراً أعلى من اللازم، أو سعراً أدنى من اللازم.. حينئذ يساورنا القلق».

وأضاف عن السعر الحالي للنفط الذي يبلغ نحو 109 دولارات للبرميل «أعتقد أن السعر مقبول للمنتجين والمستهلكين».

ولم تدع أوبك صراحة في بيانها عقب اجتماع أمس، الدول الأعضاء إلى الالتزام بصورة أكبر بمستوى الإنتاج المستهدف 30 مليون برميل يومياً، لكن البدري ذكر أنه تمت مطالبة الأعضاء بخفض إنتاجهم.

وتابع «قررنا العودة لمستوى 30 مليون برميل يومياً، وطلبنا من الدول الأعضاء الالتزام بالأرقام المحددة».

وضخت أوبك أكثر من 30 مليون برميل يومياً خلال جميع شهور العام الحالي، لكن البدري قال إن النفط الذي تنتجه أوبك فوق مستوى الطلب المتوقع لخاماتها، قد يتحول إلى مخزونات خارج دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وأعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» أمس، أن سعر سلة خاماتها الـ 12 ارتفع أمس الأربعاء إلى 83 .105 دولارات للبرميل، مقارنة بـ 80. 104 دولارات للبرميل يوم الثلاثاء الماضي.

وتضم سلة «أوبك» التي تعد مرجعاً في مستوى سياسة الإنتاج 12 نوعاً، وهي.. خام «مربان» الإماراتي وصحارى الجزائري والإيراني الثقيل والبصرة العراقي وخام التصدير الكويتي والسدر الليبي وبوني النيجيري والخام البحري القطري والعربي الخفيف السعودي.. بجانب الخام الفنزويلي ميراي وجيراسول الأنغولي وأورينت الإكوادوري.

خام برنت

ونزل خام برنت باتجاه 109 دولارات للبرميل أمس، بفعل تزايد مخزونات النفط في الولايات المتحدة، كما استمرت الضغوط على الأسعار بفضل مخاوف من تخلف أكبر اقتصاد في العالم عن موعد نهائي للاتفاق على ميزانية العام المقبل، واحتمال انزلاقه إلى الركود.

ونزل برنت 35 سنتاً إلى 109.15 دولارات للبرميل، وفقد الخام الأميركي الخفيف 39 سنتاً، ليصل إلى 86.38 دولاراً للبرميل.

وضغط أيضاً ارتفاع الدولار الأميركي 0.1 % أمام سلة عملات على أسعار النفط.

وعادت المحادثات الصعبة التي تهدف لتفادي «هاوية مالية»، تتمثل في زيادات مزمعة للضرائب، وتخفيضات للإنفاق في الولايات المتحدة، إلى بؤرة اهتمام المستثمرين، بعد أن حظيت الأسواق العالمية أمس الأربعاء بدعم من إعلان الاحتياطي الاتحادي الأميركي (البنك المركزي)، عن مزيد من إجراءات التحفيز النقدي.

واستمرت الخلافات الحادة بشأن ميزانية 2013 بين الجمهوريين في الكونغرس، وبين البيت الأبيض أول أمس. وحذر المفاوضون من أن الخلاف قد يستمر إلى ما بعد عيد الميلاد.

النفط الإيراني

وقال مسؤولان في قطاع التكرير أمس، إن تايوان استأنفت استيراد النفط الخام الإيراني اعتباراً من نوفمبر، بعد توقف استمر سبعة أشهر، مع سعي المصافي لتلبية التزامات عقود مع شركة النفط الوطنية الإيرانية. وقال مسؤول بشركة سي.بي.سي كورب التايوانية المملوكة للدولة، إن الشركة اشترت مليوني برميل من الخام الإيراني، تم شحنها في نوفمبر.

وذكر كي لين المتحدث باسم فورموزا للبتروكيماويات، أن الشركة اشترت مليوني برميل، سيتم شحنها في ديسمبر.

وأضاف المسؤولان أن الشحنات ستنقلها ناقلات مملوكة لشركة الناقلات الوطنية الإيرانية.

 

نقص أنابيب النفط يحرم كندا من عائدات ضخمة

 

 

 

أعلن بنك نومورا أن نظام أنابيب النفط الكندية الذي لا يتكيف بشكل جيد مع النمو الأخير للإنتاج النفطي في الغرب، يحرم البلاد من عائدات شهرية بقيمة 2,5 مليار دولار، داعياً في دراسة إلى بنى تحتية جديدة.

ولاحظ تشارلز سان-ارنو الخبير الاقتصادي في نومورا، وكاتب الدراسة بعنوان «عندما ينقلب النفط عليكم»، أن الشبكة الأميركية الشمالية من الأنابيب، بنيت بطريقة تفيد أن «النفط المنتج في البرتا ينقل إلى مصافي وسط الغرب الأميركي في ايلينويز بشكل أساس، أو نحو كاشينغ أو أوكلاهوما. وبالطريقة نفسها، فإن القسم الأكبر من النفط الذي يصل من خليج المكسيك يجد نفسه مضطراً للصعود نحو كاشينغ».

وقال سان-ارنو لوكالة فرانس برس إنه نتيجة لهذا الوضع، تحصل حالة من «تركيز» الذهب الأسود «في المنطقة نفسها».

ومع الولايات المتحدة التي تستخرج المزيد من المحروقات بفضل آبار جديدة في داكوتا الشمالية «يصبح هناك عرض فائض من النفط في السوق، ويباع النفط الكندي بأسعار تصفية» مقارنة مع منافسيه، كما لفت سان-ارنو كبير الاقتصاديين لدى بنك نومورا.

وهكذا، فقد جرى تداول النفط الكندي النابع من مقاطعة البرتا - التي تملك ثالث الاحتياطات العالمية وراء فنزويلا والمملكة العربية السعودية - الأربعاء بأقل من خمسين دولاراً للبرميل، مقابل 87 دولاراً لبرميل نفط تكساس، و110 دولارات لبرميل برنت (نفط بحر الشمال).

وإذا كان من «الطبيعي» بيع برميل برنت بما بين 10 إلى 15 دولاراً أكثر من نفط تكساس بسبب نوعيته الجيدة، فإن سعر نفط البرتا يبقى مع ذلك متدنياً جداً، مقارنة بمعادله نفط تكساس، كما أعلن الاقتصادي.

وقال تقرير بنك نومورا «نعتبر أن كندا تحرم شهرياً من عائدات تعادل 2,5 مليار دولار».

وأعلنت المجموعات النفطية الكندية الكبرى في الآونة الأخيرة عدداً من الاستثمارات في أنابيب نفط جديدة، ومن الآن وحتى 2022، سيتم إنفاق 650 مليار دولار في استغلال مواد أولية في كندا، كما أعلن وزير الموارد الطبيعية جو أوليفييه في أكتوبر.

لكن بدلاً من تركيز هذه التطورات بين البرتا ووسط الولايات المتحدة، كما ينشده مشروع كيستون إكس إل المثير للجدل، فإنه «يتعين إرسال هذا العرض الإضافي إلى حيث يوجد الطلب»، بحسب سان-ارنو.

وبالدرجة الأولى، يتعين زيادة الخدمة نحو المقاطعات الشرقية في أونتاريو وكيبيك، إضافة إلى كولومبيا- بريطانيا على ضفاف المحيط الهادئ، كما قال سان-ارنو.